أول العمود: لا شك في أن بطولة «خليجي زين 26» أوحت لكل وزير في الحكومة أن أشياء كثيرة يجب تغييرها في أذهانهم وأعمالهم لجعل الكويت محطة خليجية رئيسة لزيارتها.

***

Ad

ما راكمته الإرادة المحلية، حُكماً وشعباً ومؤسسات في خمسينيات القرن الماضي، هو المطلوب اليوم لاستعادة بريق الكويت مرة أخرى... تلك الإرادة والإدارة استثمرت الموقع الجغرافي للبلاد، وفتحت المدينة لجميع الجنسيات لغرض الإعمار المعنوي والمادي، وجنّدت كل قواها من أجل بناء سياسة خارجية قوية استطاعت وضع علم البلاد في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بسرعة البرق، وتفاعلت مع المحيط العربي والعالمي استناداً لدبلوماسية المساعدات ودور الوسيط النزيه... تلك الإدارة وعت على القوى الناعمة ففاضت فناً وثقافة ومسرحاً ووعياً شعبياً.

اليوم أمام الكويت ملفات قديمة في الأدراج مطلوب تحريكها لإحياء مفهوم الريادة: أين مشروع المركز المالي الذي ينتظره الموقع الجغرافي للكويت؟ وأين الشركات العالمية والبنوك ومؤسسات الاستثمار الكبرى من أرض الكويت؟ وأين مشروع طريق الحرير الذي يخدمه موقع الكويت الجغرافي والذي سيدر عليها أموالاً لا يمكن تخيلها لو تم تفعيل هذا المشروع؟ وأين الإرادة في إزاحة فكرة الاقتصاد الريعي الذي ابتُلِينا به، واستبداله باقتصاد مُنتج ومفيد للوطن والأفراد؟ وأين الوعي بضروره بناء الإنسان الكويتي وتأهيله للمرحلة الحالية، مرحلة الذكاء الصناعي والعالم السيبراني وتقدم العلوم؟ وإلى متى ونحن نحارب الفساد؟! وإلى متى ونحن نتأخر عن الدخول في عالم التطور والعلم والإنتاج، عالم الوعي بما يحدث حولنا؟!

في السياسة الدولية هناك ما يسمى مفهوم «الدول الصغيرة» ونحن إحداها، فالكويت دولة صغيرة وما تحتاجه اليوم التفكير في: قوتها الاقتصادية، تسخير الإعلام لخدمة أهداف الدولة بشكل احترافي، القوة السيبرانية، والقوة الدبلوماسية.

نعتقد أن الاتكال على الأحلاف الإقليمية والدولية لم يعد كافياً لجلب أمن يرضينا شعباً وحُكما على أهمية هذا الجانب، لكن الأحلاف متغيرة كرمال الصحراء، وما هو ثابت هو العناصر التي أشرنا لها، العناصر التي نملكها بيدنا.