تاريخ سورية يحتاج إلى مجلدات لرصده، لكننا سنسلط الضوء على ما بعد الثورة المجيدة التي توجت بسقوط النظام السابق لأسباب عدة سيظهر جلها في قادم الأيام والشهور، لكن الأهم هو الثورة الحقيقية التي بدأت الآن، وهي أخطر ما يواجه هذا الإنجاز الكبير في منطقة مهمة تعيش تضارب مصالح عنيف.
لذلك يجب الحذر من أعدائها في الداخل والمحيط والعالم لعدة أسباب:
أولاً، هناك من خسر الكثير استراتيجياً وأيديولوجيا، وأماكن بنيت بدم وأموال مهولة ذهبت في لمح البصر.
ثانياً، بروز مصالح كمشاريع الغاز والنفط، وهنا يكمن التقاطع الخطير وتضارب المصالح بين الأقطاب الكبرى.
ثالثا، تغلب فكرة الانتقام ودخول البلد في دوامة، وهذا هو الاختبار الحقيقي لمعنى ثورة حقيقية أزالت الظلم والاستبداد والقمع والإرهاب. لا يعني ذلك أنها دعوة للتساهل مع المجرمين الذين وثق إجرامهم صوتا وصورة، وافتخارهم بما اقترفت أيديهم من بشاعة وجرائم، لكن يجب أن يكون هناك محاكمات تؤسّس لسورية جديدة تبدأ بتطبيق القانون على الجميع، فمستقبل سورية كبير، لأنها بلد بإمكانات عالية ومرافئ متنوعة وخطوط دولية لمناطق ذات كثافة اقتصادية، ناهيك عن السياحة والآثار والطبيعة الجميلة والمنتوجات المميزة من ملبوسات وغيرها، لكن الأهم هو التوافق والابتعاد عن الأيديولوجيات الهدامة لتأسيس جديد يترك الشعارات المدمرة.
إمكانات سورية هائلة على رأسها طموح الشعب السوري بفكره التجاري والإبداع والابتكار المميز والعقول في جميع التخصصات والاحتياجات لنهضة قادمة بإذن الله، ولكن الأهم هو الاستقرار وطريقة الإدارة الجديدة التي تضع نصب عينيها التضحيات الهائلة لهذا الشعب الكريم المحب المخلص والمبدع والمحب للحياة، فالمواطن هو حجر الزاوية والمقياس لأي نهضة وتقدم وأمن وسلام.
نسأل الله أن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويجمع شمل الأسر لبناء دولة عظيمة اسمها سورية بلد الحضارة وعاصمتها دمشق أول عاصمة في التاريخ.