خلال السنوات الخمس الأخيرة بدأنا نشهد بروز ظاهرة انكفاء بعض المفكرين والمثقفين وغياب مجاميع الحكماء ورجالات الدولة عن التدخل والمشاركة لتقريب وجهات النظر أثناء الأزمات والمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعصف بالمجتمع الكويتي.

وفي هذا الإطار يثور التساؤل: لماذا ابتعد رجالات الدولة ومجاميع الحكماء والنخب المجتمعية وبعض المثقفين والمفكرين عن دورهم في المشاركة بحل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟!

Ad

يرى البعض أن هذه المجاميع موجودة ولكن أصابها بعض الإحباط بسب عدم الأخذ بالرؤى والأفكار والحلول والمقترحات التي يتم طرحها سواءً من خلال عرضها بشكل مباشر على القيادات الإدارية والمسؤولين في الوزارات والمؤسسات والهيئات والجهات الحكومية أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو في الوسائل الإعلامية المختلفة من صحافة وتلفزيون وإذاعة أو من خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات الرسمية وغير الرسمية في الدواوين الأسبوعية.

وبغض النظر عن المبررات والأسباب والمعوقات التي يواجهها المفكرون ورجالات الدولة والنخب المجتمعية فإنه يجب ألا ينأى المفكرون والمثقفون أو أن تبتعد النخب المجتمعية بأنفسهم عن المشهد السياسي وعدم المشاركة في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، حيث إننا لا نملك ترف الزعل أو الغضب السياسي لأن من يمارس العمل السياسي لا يمارسه من أجل أن يرضى فلان أو علان إنما من أجل مصلحة عامة ولأجل مصلحة الوطن ومستقبل أجيال قادمة، وبالتالي يفترض أن تكون هذه النخب المجتمعية ورجالات الدولة والحكماء موجودين باستمرار، وألا ييأسوا من تكرار الطرح وعرض الحلول والمقترحات التي تحد من زيادة الأزمات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

واستناداً إلى ما سبق يجب على هذه النخب المجتمعية أن تواجه قوى الفساد بشجاعة، وأن تطرح ما تراه مفيداً للوطن والمواطنين بعزم وثبات وصلابة.

ودمتم سالمين.