بدأ الجيش اللبناني السيطرة على قواعد عسكرية تشغلها فصائل فلسطينية محسوبة على نظام الأسد في سورية، وذلك بعد أكثر من أربعة عقود على وجود هذه المواقع غير الشرعية.

وتسلّم الجيش، اليوم، مركزَي السلطان يعقوب في البقاع الغربي، وحشمش بين بلدتَي قوسايا ودير الغزال في البقاع الأوسط، التابعَين لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، التي أسسها أحمد جبريل، وتعدّ واحدة من أكثر الفصائل الفلسطينية موالاة لنظام الأسد الأب والابن، وشاركت عسكرياً في الصراع السوري الأهلي منذ 2011 بعدة أشكال، خصوصاً داخل المخيمات الفلسطينية في سورية.

Ad

كما تسلّم الجيش «معسكر حلوة» في راشيا، التابع لتنظيم «فتح الانتفاضة»، الذي انشق في ثمانينيات القرن الماضي عن حركة فتح بدعم من حافظ الأسد. وصادر الجيش كميات من الأسلحة والذخائر، إضافة إلى أعتدة عسكرية من هذا المعسكر.

وقال الجيش إنه يتابع تسلُّم مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، ضمن إطار حفظ الأمن والاستقرار، وبسط سلطة الدولة في مختلف المناطق.

وتعد هذه المعسكرات ضمن ما كان يُسمّى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وكان تتمتع بحماية سياسية وعسكرية واسعة خلال وجود الجيش السوري في لبنان. وبعد خروج السوريين من لبنان في 2005، منح حزب الله بطريقة غير مباشرة الحماية السياسية والعسكرية لهذه المعسكرات التي كان يعتبرها ضمن ما يُسمّى «محور المقاومة».

وكانت مجموعات مشتركة من الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بدأت أمس أعمال تفتيش عن منشآت عسكرية لحزب الله في مناطق واقعة جنوب نهر الليطاني، وفق مصدر أمني لبناني لوكالة أنباء شينخوا الصينية، مشيراً إلى «أن ذلك جاء تطبيقاً لأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل». وأكد مصادرة «كميات من الذخيرة» خلال أعمال التفتيش، لافتاً إلى أنها «ستستكمل على مراحل في مناطق حدودية أخرى».

وقال المصدر الأمني إنه «سيتم استحداث حواجز ونقاط ثابتة للجيش اللبناني و«يونيفيل» عند مداخل قطاع جنوب الليطاني وضفاف نهر الليطاني، انطلاقاً من محور مرجعيون شرقاً وحتى القاسمية غرباً».