أنا مواطن عربي مسلم، خلق الكيان الصهيوني داخله ناراً يزداد سعيرها يوما بعد يوم مع كل صورة لأشلاء اختلطت لحومها ودماؤها بأنقاض المباني المنسوفة، ومع كل مقطع فيديو لخيم تحرق بمن فيها، ومستشفيات تقصف بمرضاها ومهجرين ضاقت بهم شوارع غزة وانقلبت عليهم سماؤها.

رويداً رويداً ومن دون شعور محكم تحولت النار إلى بركان أحدث ثورة داخل كياني، وأصبحت أفكاري تجنح إلى سبيل للوصول إلى هناك غير مبال بالعواقب... هذه الحالة التي أعيشها نموذج لما عليه الشعور الآدمي الإنساني وليس العربي والإسلامي فقط، فما فعله الصهاينة بـ(البشر) المسالمين في غزة من دون رحمة بعجوز يتحسس طريق الآخرة بسلام، ولا رأفة برضيع لا ذنب له إلا أن حظه العاثر أسكنه بجوار قطيع من البشر هم أضل من الأنعام قساة غلاظ لا قلوب لهم تؤدي دورها ولا عقول تعي وتردع!

كيف يتصور الصهاينة أن ما يفعله قساتهم في غزة من مجازر وحشية من الممكن أن تحميهم، فالذاكرة الإنسانية للشعوب وإن كانت مغيبة إلا أنها لا تموت، فلا تسألوا غدا عن أسباب تنامي كرهكم وزيادة بغضكم في نفوس الشعوب، ولا تجهدوا أنفسكم في البحث عن حاخام جديد يحسن صورتكم في أذهان الجمهور، فما فعلتموه بأبرياء غزة ألقى عليكم نجاسة إلى نجاستكم لن تطهركم منها أنهار الدنيا كاملة.

Ad

أيها الصهاينة، ستعيشون طوال حياتكم ومن يأتي بعدكم مكروهين منبوذين من الشعوب الحرة، تترقبون زوالكم، تحسبون كل صيحة عليكم هم العدو، فبئس بها من حياة، وبئس به من مصير.

أما من قتلتموهم من الأبرياء فقد انتقلوا بحول الله إلى عيشة هنية في رحاب الله، وميتة رضية بالشهادة، ومرد غير مخز ولا فاضح مثل مصيركم المحتوم.