لا شك أن أداء ومرونة ونجاح القطاع الخاص الكويتي تتفوق على القطاع الحكومي لعدة أسباب لا داعي لذكرها في هذا المقال، وما أريد أن أصل إليه هو استفادة الحكومة من نجاح القطاع الخاص من خلال عدة نقاط:
1. زيادة رواتب القياديين لاستقطاب الكفاءات: من أبرز التحديات التي تواجه استقطاب الكفاءات الممتازة من القطاع الخاص الفجوة الكبيرة في الرواتب، فغالبًا ما يجد القيادي نفسه مضطرًا للتنازل عن 50% من راتبه، على أقل تقدير، للانتقال إلى القطاع الحكومي، وهذه العقبة تُبرز الحاجة الملحة إلى زيادة رواتب القياديين الحكوميين، مثل الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين ومديري الإدارات، لتقليل الفجوة وجعل العمل الحكومي أكثر جاذبية.
2. تحديث الهياكل الوزارية للوزارات الكبيرة المترهلة: الوزارات الكبرى تعاني ترهلا إداريا وهيكليا يجعل من الصعب تحقيق التحديث المطلوب، فأقترح إنشاء وزارة موازية يتم تصميم هيكل حديث لها يعتمد على الكفاءات والابتكار، وتعيين الكفاءات المتميزة في الهيكل الجديد لضمان النجاح، وإلغاء الوزارة القديمة تدريجيًا بعد نقل جميع المهام إلى الوزارة الجديدة وتأكد نجاحها.
3. تعيين قيادات شابة لضمان استدامة العطاء: هنالك من يقول إن الحكومة الكويتية على مر السنين قد عينت كفاءات من القطاع الخاص كوزراء، لكنني أرى أن المحرك الأساسي لأي وزارة هو القيادات في الهيكل القيادي داخلها، حيث يتم تنفيذ السياسات واتخاذ القرارات اليومية. لذلك، ما أنصح به هو التركيز على تعيين القيادات الشابة في جميع مفاصل هذا الهيكل بقدر الإمكان، لضمان وجود طاقات جديدة قادرة على العطاء المستدام والتطوير المستمر.
4. تشكيل لجنة من خبراء توظيف دوليين: لاختيار القيادات وفق معايير مهنية عالمية، أقترح تشكيل لجنة من خبراء دوليين مرموقين لتقييم السير الذاتية واختيار الكفاءات بناءً على الخبرات والمؤهلات، مما يضمن تعيين أشخاص لديهم رؤية وإمكانات عالية.
5. اعتماد نظام البونص السنوي للقيادات المتميزة: لتحفيز القيادات، أقترح اعتماد مكافآت سنوية (بونص) تُمنح بناءً على الأداء والتطوير، وهذا يشجع القيادات على تحقيق الأهداف بكفاءة وشفافية.
6. توفير ضمانات مالية بعد انتهاء الخدمة: لاستقطاب أفضل الكفاءات، يجب توفير ضمانات مالية تؤمن حياة القيادي بعد انتهاء فترة خدمته، مثل معاش تقاعدي خاص أو مكافآت نهاية خدمة مميزة، هذه الخطوة تعزز استقرارهم وتشجعهم على الانضمام للقطاع الحكومي دون قلق بشأن مستقبلهم المالي.