الأحداث المفاجئة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط التي كان البعض يعتبرونها دراماتيكية وتكتيكات وتغييرات للمشهد أصبحت واقعاً، خاصة بعد ما شهدته الساحة السورية من سقوط للنظام وتحررها من استبداده وطغيانه، لتدخل تاريخا سيجعلها منارة للأحرار، فهذه المنطقة التي لم تهدأ أبدا واجهت في الأعوام الأخيرة أحداثا تحتاج إلى إعادة قراءة المشهد مرة أخرى والنظر للمتغيرات المستقبلية.

فتسارع وتيرة الأحداث المتتالية يتطلب بُعد نظر للتداعيات ورسم صورة جديدة لما سيحدث بعد ذلك، فمن أحداث غزة وما عاشته من ويلات الاستبداد الصهيوني وجرائمه المتواصلة الى لبنان، وما شهدته من تغيير في خريطة أوضاعه المتصدعة، انتقالا إلى المشهد الأسخن الذي لم يكن ضمن أولويات البعض بسقوط النظام السوري للطاغية بشار وبعثه وزمرته، كل هذه المتغيرات وما أسفرت عنه من سلسلة مترابطة من العقد يجعلنا نتوقف كثيراً أمام كل حدث للوصول الى الحلقة الأخرى التي ترتكز على تغيير قواعد المشهد.

Ad

فالركيزة الأساسية التي عاش أيامها وساعاتها ولحظاتها غالبية المتابعين في العالم هي ما حققه الشعب السوري من انتصار مستحق يسجل حروفا من نور في تاريخ الأحرار، إلا أنه يحتاج الى إعادة ترتيب أوراق، لا سيما أن الأنظار تتجه إليه، وحتى لا يدخل في فخ الطامعين الذين سيعملون جاهدين على خلط الأوراق وقلب الموازين، لما ستشكله المرحلة المقبلة من ناقوس خطر على الكيان الصهيوني الذي كان يعتقد أن قواعد اللعبة ستكون بيده وهو من يتحكم فيها.

إن عملية إصلاح الشأن السوري بعد الاستبداد ستكون عين الرقيب، وما يتأمله الشعب الذي عانى الويلات في سجون حُرم أبناؤه فيها من النور لأعوام، هو الحفاظ على هويته ومؤسساته دون تدخل سافر من الأطراف التي لا تظهر وجهها الحقيقي الساعي لتفتيت الداخل كي تفرض هيمنتها وتعيد الكرة لدخول الشعب في دوامة الصراع الداخلي الذي يصعب وقتها السيطرة عليه.

وحتى لا تتحول نشوة الانتصار الى هزيمة غير متوقعة وصراع من أجل الفوز بالسلطة، خصوصا أن الكيان الصهيوني وغيره من المتربصين لن يهدؤوا أو ينعموا باستقرار الدول التي تشكل تهديدا لهم، يجب أن يسعى السوريون جاهدين لإطفاء النيران التي يريد السفاح الصهيوني استمرارها.

آخر السطر:

شكراً للكويت التي أثبتت دائما للعالم مواقفها الإنسانية ورفضها للأنظمة المستبدة ودعمها للشعوب الحرة.