ارتفع منسوب التفاؤل بالتوصل إلى هدنة في قطاع غزة الفلسطيني، الذي يشهد حرباً إسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، مع بذل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جهوداً مكثفة للتوصل إلى اتفاق قبل مغادرة بايدن السلطة في 20 يناير المقبل، مستفيدة من الزخم الذي أحدثه وقف إطلاق النار في لبنان وسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سورية.
وفي إطار هذه الجهود، أجرى مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جيك سوليفان، أمس، محادثات في إسرائيل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر، اللتين تضطلعان بدور الوساطة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق، في حين أجرى وزير الخارجية أنتوني بلينكن محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وقال دبلوماسي غربي في المنطقة، إن الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية.
وقال باسم نعيم القيادي في حركة حماس، إن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».
والتقى دافيد برنياع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في الدوحة، أمس الأول، للمناقشة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وفقاً لمصدر مطلع.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن وسطاء عرب أنه بعد تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بـ«جحيم» في حال عدم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، قبلت «حماس» بمطلبين رئيسيين لإسرائيل. الأول عدم خروج القوات الإسرائيلية من غزة فوراً، والثاني تسليم قائمة بأسماء الرهائن الذين ستفرج عنهم.
وتسعى الخطة الجديدة، التي اقترحتها مصر بدعم من الولايات المتحدة، إلى البناء على الزخم الناتج عن وقف إطلاق النار في لبنان الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي.
وينص المقترح المصري على وقف إطلاق النار لـ60 يوماً في مرحلة أولى، تشهد إطلاق سراح 30 رهينة محتجزة في غزة، بما في ذلك مواطنون أميركيون، وفقاً للوسطاء، بينما تفرج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين وتسمح بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقتل 40 فلسطينياً على الأقل وجرح عدد آخر من السكان المحليين ليل الأربعاء ـ الخميس في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً وشقة سكنية في مدينة غزة ووسط القطاع وعناصر تأمين قافلة مساعدات قبالة جنوبي القطاع، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
إلى ذلك، قُتل فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي، أمس، في مدينة قلقيلية ومخيم بلاطة في شمال الضفة الغربية المحتلة بحسب مصادر فلسطينية والجيش الإسرائيلي، فيما لا يزال التوتر الفلسطيني ـ الفلسطيني على أشده في مدينة جنين بالضفة بسبب العملية التي تشنها القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لنزع سلاح «كتيبة جنين» التي تضم فصائل مسلحة تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وكذلك كتائب «شهداء الأقصى» والمستمرة منذ أسبوع.