رحمك الله يا أخي عدنان المير، وغفر لك، كنت مصداقا لحديث رسول الله هينا لينا سهلا قريبا من الناس، أخا وصديقا وزميلا، مسيرة حياة مشتركة، أشهد الله تعالى ما رأيت خلالها منك إلا خيرا، طفولة وشبابا وكبرا، أمانتك وعلمك وقيادتك كانت فارقا في مسيرتنا.
طفولتنا ارتسمت فيها بداية اهتمام مشترك، من صفوف الدراسة والكشافة صغارا مرورا بالكلية الصناعية وثانوية الشويخ شبابا إلى مسيرة كفاح طويلة وجميلة في المجال التربوي، توجت بعملك بالقطاع النفطي فتميزت، وبالقطاع الخاص فأبدعت، لكن مسيرتك الحقيقية كانت بالتعليم، بتطوير النشء وتربية الأجيال.
25 عاما في النادي العلمي، كنت أول من تبرع له، ومثلها في منظمة «الملست» كنت أكبر الداعمين فيها، جهودك وعملك ومثابرتك أثمرت مع زملاء لنا في تأسيس أندية علمية في دول الخليج وبعض الدول العربية، وتأسيس منظمة عالمية، كنت حتى رحيلك، رحمك الله، القائد الحقيقي فيها.
الآلاف من الصغار والكبار في الكويت وحول العالم تحولت هواياتهم العلمية إلى مهن، فأصبح منهم الطيار والمهندس، الطبيب والعالم، المزارع والمهني، بعدما شاركوا جميعا في أنشطة كنت مساهما رئيسا في تنظيمها، وفي مؤسسات كنت حجر زاوية بإنشائها.
وطنيتك ترجمتها فعلا لا قولا، عملت دونما ضجيج، استأثرت بالنجاح لذاتك، هدفك رضا الله لا ثناء الناس، سعادتك بابتسامة طفل نجح في تشغيل روبوت، في تدريب الطلبة على امتهان التخصصات العلمية، في فوز بلدك الكويت بجائزة علمية.
ساهمت في إقامة مرصد العجيري وأندية الروبوت بوزارة التربية ومثلها للعلوم، بجهودك أُنشئت مبان تربوية نموذجية، المركز البيئي للطلبة، ومركز المعسكرات الذي لم يمهلك أجلك لافتتاحه.
كثيرة هي مناقبك، عديدة هي إنجازاتك، لكن ما يبقى منها هو مصداقا لحديث رسولنا الكريم، انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقاتك في السر والعلن باقية نورا لك، وعلما نشرته في مسيرتك لأجيال وأعداد من الشباب لا تحصى، سيكون إرثا لك، وولدا صالحا بصلاحك وخلقك يدعو لك.
أبنائي عبدالله وحمد ويوسف:
عايشت بركم وحرصكم وحبكم له، شاهدت حسن تربيته لكم، تلمست انعكاس خلقه بكم، حفظكم الله، وبارك الله بكم ولكم، وعظم الله أجركم، وأحسن عزاءكم، وجمعنا جميعا مع أخي عدنان في مستقر رحمته في جنات عدن عند مليك مقتدر.