في تراجع عن تعهّده بعدم التدخل في الإجراءات القانونية ضد نجله الأصغر، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، أنه أصدر عفواً عن نجله هانتر الذي كان ينتظر الحكم عليه في 16 الجاري، في قضيتَي احتيال ضريبي وحيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني.

وقال الرئيس الديموقراطي، في بيان صادر عن البيت الأبيض: «وقّعت اليوم على عفو عن ابني هانتر. منذ اليوم الذي توليت فيه منصبي، قلت إنني لن أتدخل في صنع القرار بوزارة العدل، وأوفيت بوعدي حتى عندما شاهدت ابني يتعرّض للمحاكمة بشكل انتقائي وغير عادل».

Ad

وأضاف في بيان قبل مغادرته بجولة إفريقية: «لا يمكن لأي شخص عاقل يدرس وقائع قضية هانتر أن يتوصل إلى أي استنتاج آخر غير هذا: هانتر استُهدف فقط لأنه ابني، وهذا خطأ». وتابع: «لم تظهر الاتهامات في قضاياه إلا بعد أن حرّض عليها العديد من خصومي السياسيين في الكونغرس من أجل مهاجمتي ومعارضة انتخابي».

وقال بايدن: «أومن بنظام العدالة بكل تأكيد، ولكن بينما كنت أصارع هذا، أعتقد أيضاً أن السياسة الجامدة قد أثرت على هذه العملية، وأدت إلى إجهاض العدالة - وفور اتخاذي هذا القرار في مطلع الأسبوع، لم يكن هناك معنى لتأخيره أكثر من ذلك». وتابع: «آمل أن يتفهم الأميركيون سبب اتخاذ أب ورئيس هذا القرار».

وجاء في قرار العفو أن هانتر مُنح عفواً «كاملاً وغير مشروط» عن أي جرائم ارتكبها في الفترة من أول يناير 2014 إلى أول ديسمبر 2024.

وسبق لبايدن أن أكد مراراً أنه لن يمنح ابنه عفواً رئاسياً، وهو أمر أعاد البيت الأبيض تأكيده في سبتمبر، بعدما أقرّ هانتر رسمياً بالذنب في تهم تتعلق بعدم دفع ضرائب قدرها 1.4 مليون دولار، بينما كان ينفق ببذخ على المخدرات والجنس والسلع الفاخرة. وأمضى هانتر بايدن جزءاً من عام 2024 في المحكمة، إذ دينَ في ديلاوير بتهمة الكذب بشأن تعاطيه المخدرات عندما اشترى سلاحاً نارياً، وهي جناية.

وقال هانتر في بيان «لقد اعترفت وتحمّلت المسؤولية عن أخطائي خلال أحلك أيام إدماني. الأخطاء التي تم استغلالها للتحقير من شأني ووصمي أنا وعائلتي علنا لأهداف سياسية». وأضاف: «لن أعتبر العفو الذي حصلت عليه اليوم أمراً مفروغاً منه أبداً، وسأكرس الحياة التي أعيد بناءها لمساعدة المرضى والذين ما زالوا يعانون».

من ناحيته، علّق ترامب الذي تعهّد بالعفو عن أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في هجوم دام وقع في 6 يناير 2021 قائلاً: «هل يشمل العفو الذي أصدره جو لهانتر رهائن السادس من يناير المسجونين منذ سنوات؟ يا له من استغلال وإجهاض للعدالة»!

ودخلت موسكو على الخط، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لصحيفة إزفستيا الروسية، إن العفو هو «صورة كاريكاتورية للديموقراطية».

وسبق للرؤساء الأميركيين أن أصدروا قرارات عفو لمساعدة أفراد عائلاتهم وحلفاء سياسيين. فقد أصدر بيل كلينتون عفوا عن أخيه غير الشقيق في تهم تتعلق بالمخدرات، وأصدر الرئيس المنتخب دونالد ترامب عفوا عن والد صهره، الذي كان متهما بالتهرب الضريبي، علما بأنه في الحالتين قضى المتهمان فترات عقوبتهما في السجن.