أول العمود:

ماذا تفعلون بكتب قرأتموها ولم تعودوا بحاجة لها؟ لنفكر في توظيف جديد لها.

Ad

***

ماذا نعرف عن طبيعة ما يفكر فيه أبناؤنا اليافعون ممن تجاوزوا سن الثامنة ولم يتعدوا الثامنة عشرة؟ كيف يفسرون ما يجري حولهم بفعل (سياسات الراشدين) الذين يديرون لهم شؤونهم من تعليم وصحة وترفيه وتوجيه؟ كم مرة شاهدناهم يتحدثون بحرية في منصة إعلامية؟

هذه الفئة (يتجاوز تعدادها 400 ألف نسمة بقليل) تميل في العادة إلى دوائرها الاجتماعية الخاصة كالأصدقاء المحليين أو الفضاء الخارجي باستخدام شبكات الإنترنت، وتحاول أن تتكتم عن التعبير أمام أي كان من الكبار عما يعتبرونه خصوصيات المرحلة السِنية بمن فيهم- نحن الآباء والأمهات.

أثارت ندوة رابطة الأدباء الأخيرة بعنوان «أدب الأطفال واليافعين» التي استضافت ناشطات في المجال وهن: أ.باسمة الوزان، وأ.هبة مندني، وأ.وفاء شهاب، ولكل منهن تجارب عملية في التعامل مع هذه الفئة كتابة ومواجهة مباشرة، طرحن في مداخلاتهن مسائل في غاية الأهمية منها: ضعف الميل للقراءة، وتحدي الأجهزة الذكية، والاغتراب عن المحيط، وتعثر السياسات التربوية في سد الفجوة بين ما يتعلمونه وما يحيط بهم في الواقع العملي، وغيرها من الأمور.

الاستماع لهؤلاء يمثل أهمية كبيرة، وتأسيس منبر إعلامي لهم لمعرفة أفكارهم تجاه الأسرة والمؤسسات التي تؤثر عليهم وفيهم يعد مطلباً وفرصة لاكتشافهم، وقد نكتشف- نحن الكبار- أننا مغفلون تجاه هذه الشريحة، أو أننا نظلمهم في تشريعنا لقوانين معينة أو تجاهل رغبات فترتهم العمرية وما أكثرها.

مطلوب من مؤسسات الإعلام الرسمية والأهلية الالتفات إلى هذه الفئة، وتدشين منبر للتعبير عن رؤاهم، ببساطة يجب أن نعرف رأيهم في ما نقدمه لهم.