أطلق رئيس مجلس الإدارة الشريك المؤسس في منصة شاشا، نائب رئيس تحرير «القبس»، الزميل عبدالله المضف، مبادرة لاحتواء المواهب الشبابية في الإنتاج الدرامي، من خلال احتضان أصحاب الأفكار الإبداعية والكُتَّاب، وكل مَن لديه مهارات في إنتاج المسلسلات، مؤكداً أن «باب منصة شاشا مفتوح لصقل هذه المهارات وتطويرها».
واستعرض المضف، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات مهرجان السينما الدولي في الجامعة الأمريكية الدولية في يومه الثاني أمس، مراحل تطورات المنصة، مشيراً إلى أنها «ستشهد غزارة في الإنتاج، وهذا لن يتحقق إلا بوجود الشباب والمواهب الإبداعية».
وتطرق إلى تطور الإنتاج الإعلامي في الكويت والجوانب اللوجستية والمالية والابداعية لإنتاج الأفلام والمسلسلات الناجحة، داعياً الطلبة الراغبين في صنع المحتوى وأصحاب الأفكار الإبداعية إلى الانضمام للمنصة لصقل مهاراتهم، «وسنذلل جميع العقبات التي تواجههم».خبرات وتجارب
ووضع المضف خبراته على طاولة الحوار أمام الطلبة، مبينا انه من الذين عاصروا انطلاق الإنتاج الدرامي الخاص بشكله الصحيح.
واستذكر عام 2010 الذي عُرض فيه مسلسلان كويتيان، رأى أن أثرهما لا يزال قائماً على الدراما الكويتية، وهما مسلسل «زوارة خميس» الذي نقل المشاهد من القضايا القديمة التي كانت تطرح في الدراما المحلية الى القضايا التي تشبه المجتمع الكويتي، إلى جانب مسلسل «ساهر الليل» الذي لا يزال تأثيره واضحاً على المسلسلات حتى اليوم، قائلاً: «منذ عام 2010 إلى اليوم نحن مرهونون بهذين العملين، ولم نشهد تطورا فعليا للإنتاج الدرامي في الكويت».
ورش الكتابة
وتحدث المضف عن مفهوم ورش الكتابة، لافتا إلى أنه «في مصر اليوم على سبيل المثال، لم يعد الأمر محصوراً في أن يكتب كاتب واحد مسلسلاً أو عملاً بمفرده»، بل الزمن هو زمن الورش، شارحاً بالقول: إن هذا المفهوم يعتمد على وجود «كاتب رئيس» مشرف على الكتابة بجانب مجموعة كُتاب.
وأضاف أن البعض يذهب إلى أبعد من ذلك بضم مستشارين للورش لمراجعة النصوص، ومنهم مستشارون نفسيون، على سبيل المثال، مبيناً أن «التطور في صناعة النصوص وإنتاج المسلسلات في العالم مهول، لكننا في الكويت لا نزال نعتمد على أسلوب الكاتب الواحد».أهداف «شاشا»
وأوضح أن «شاشا»، تسعى إلى تطوير صناعة الدراما، مشيرا الى الاستعانة بالكاتبة المصرية مريم نعوم في هذه الخطوة.
ولفت إلى أنه للخروج من قوقعة الكاتب الواحد، «فإن نعوم وفريقها وطريقة معالجتها للنصوص هي الحل»، متوقعاً أن تتمكن «شاشا» من خلق صناعة متميزة في الكتابة والإخراج خلال فترة من عامين إلى 3 أعوام.
وأكد أن من يريد دخول عالم صناعة المحتوى فليس شرطا ان يكون كاتبا، بل يكفي ان يكون مُطلعا ومُلما بالسوق، مشددا على ضرورة ترك التردد جانبا.
وخاطب الشباب: «نعم انتم تصلحون، ونحن نبحث عنكم في شاشا»، معلنا إطلاق المنصة دورة احترافية لتأهيل الكُتاب الشباب مطلع 2025، بمشاركة مريم نعوم.وذكر أن صناعة المسلسلات تتطور وتكبر في العالم بشكل عام، فضلا عن زيادة ميزانيات «نتفليكس» على المحتوى الخليجي مما يشير الى الاقبال على هذا المحتوى، وفي المقابل بدأت منصة شاهد تزيد من إنتاجها وميزانياتها لتنافس.
وخاطب الطلبة والشباب بقوله: «لا تترددوا في تقديم افكاركم الابداعية، فهي محل ترحيب في منصة شاشا، وسيتم تطويرها معكم خطوة بخطوة».
تأثير الدراما
وأشار المضف الى أهمية الإنتاج الدرامي ليس على صعيد الترفيه فحسب، بل على الاقتصاد والسياحة، ضارباً المثل بالمسلسلات التركية التي ساهمت في نمو القطاع السياحي في تركيا. وتطرق كذلك الى المسلسلات الكورية في الوقت الراهن التي عرَّفت العالم بكوريا، لافتا الى زيادة استثمار منصة نتفليكس في المسلسلات الكورية الى 2.5 مليار دولار خلال الفترة من 2023 الى 2027، وذلك بعد نجاج مسلسل لعبة الحبار، كما أن الدراما الكورية دعمت الاقتصاد بـ 12.3 مليار دولار عام 2020.
أريج الغانم: مهرجان السينما يتطور من عام لآخر
إتاحة الفرصة للطلبة الموهوبين ومساندتهم
قالت عضوة مجلس الأمناء في الجامعة الأمريكية الدولية أريج الغانم، إن المهرجان السينمائي للجامعة يحقق تطوراً ونجاحاً عاماً بعد آخر، مؤكدة سعي الجامعة الدائم الى التطوير والاستمرار فيه.
وأشارت الغانم إلى استضافة شخصيات لها دور كبير وباع طويل في المجال السينمائي، قائلة: «استضفنا رئيس مجلس ادارة شاشا عبدالله غازي المضف، ليتحدث عن تجربته مع شاشا. وكل هذه الخبرات ستكون قيمة مضافة للطلبة ليكتسبوا منها الخبرة، ويتطلعوا الى مجالات مختلفة، مع اننا لا نقدم هذا التخصص في الجامعة».
وذكرت أن «هناك نية لافتتاح مثل هذا التخصص المتعلق بالإخراج والكتابة والدراما والتصوير، وقد اعطينا الفرصة لمن لديه موهبة من الطلاب لكي يبدع في هذا المجال، وهذه الفرصة لم تكن متاحة في مكان آخر»، مؤكدة حرص الجامعة على احتضان الموهوبين والطاقات الإبداعية.
أبرز أهداف وتطلعات «شاشا»
1 - صناعة محتوى درامي متميز ومختلف.
2 - احتضان المواهب الشابة ورعايتها.
3 - خلق صناعة متميزة في الكتابة والإخراج.
4 - استقطاب من لديه مهارات في إنتاج المسلسلات.
5 - الخروج من قوقعة الكاتب الواحد إلى ورش الكتابة.
Script doctor
تحدث المضف عن ظهور وظيفة دكتور النصوص أو ما يطلق عليه script doctor، مشيرا إلى أنها وظيفة أصبحت شائعة في صناعة المسلسلات والدراما، ومنها في مصر على سبيل المثال. وأوضح أن مهمة هذه الوظيفة مراجعة النصوص وتطويرها، مؤكداً أن «شاشا» اتخذت هذه الخطوة لتطوير نصوصها.
فريق إخراج
قال المضف إن تطور صناعة الدراما وصل إلى أن يكون هناك فريق إخراجي لأي عمل، بمعنى ان يكون هناك مخرج كبير مشرف على العمل، الى جانب مخرج لكل حلقة، وهذا تطور كبير في هذه الصناعة.
الجمهور السعودي والعراقي
ذكر المضف أن الأرقام تشير الى أن الجمهور السعودي يأتي في صدارة جمهور «شاشا»، يليه العراقي، لافتا إلى أن استقطاب هذين الجمهورين جاء بسبب حبهم للأعمال الكويتية.
نجاح عالمي
أكد المضف أن نجاح «شاشا» لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل هناك نجاح آخر يتمثل بتحقيق إنجازات لأعمال المنصة على مستوى الوطن العربي، ضاربا المثل بثلاثة أعمال من «شاشا»، هي أولا مسلسل محامية الشيطان الذي كان ضمن أول 10 مسلسلات متابعة في مصر، وهذه أول مرة في تاريخ المسلسلات الخليجية، ومسلسل السجين النصاب الذي حقق أكثر من مليون مشاهدة على «شاشا»، ومسلسل الدولة العميقة المرشح لجائزة أفضل موسيقى في «هوليوود».