«طيب الصيت والذكر»، «ونعم الطاري»، «ونعم أبوفلان»، «هاب ريح»، «نشمي»، «شبّاب ضو»، «سكينته حمرا»، «ذبيحته معلقة»، «يمدحونه»، هذه مفردات وعبارات تدل على الشخص الكريم الذي يكون ديوانه مفتوحاً للجميع وكرامة الضيف عنده حاضرة.

سأتطرق بشكل مبسط لها قديماً وحديثاً، فمصادر الرزق قديما كانت محدودة وغالباً هناك فقر وشظف عيش، ورغم ذلك فإن الكرم أمر موجود عند العرب من أيام الجاهلية، فالضيف مكرمٌ ومعززٌ حتى لو كان صاحب البيت أو المضيَف فقيراً، وكما يقول المثل «الكريم معان»، والقصص كثيرة في ذلك، منها قصص حاتم الطائي في الكرم، لكن الجميل أن هناك من يملك شاة واحدة له ولأهل بيته فيذبحها للضيف ويترك مستقبله هو وعائلته على الله سبحانه، فأي كرم هذا؟

أما حديثاً فالكرم موجود لكنه يُبذل من سعة لتوافر المال سواء من الراتب أو من غيره، فمصادر الرزق كثيرة وميسرة، ولكن هناك فرق! أتعلمون ما هو؟! كرم الناس قديما كان بلا مقابل ولا يراد منه إلا أن يخلد ذكر صاحبه بين الناس بالصيت الطيب، حتى الشعراء كانوا يذكرون الكرماء دائماً، ويقولون فيهم أجمل الأشعار نظير ما يجدونه من كرم وحفاوة، أما كرم أيامنا هذه فأغلب الكرماء (ولا نعمم على الجميع) يريدون من الناس نظير كرمهم وديوانهم المفتوح!! فتجد منهم من يريد خدمات من رجل الأعمال فلان وله حاجة عند المسؤول علان، وآخرها يريد من الناس أن ينتخبوه سواء في انتخابات الجمعية أو عضوية مجلس الأمة أو المجلس البلدي... فشتان بين كرم الماضي وكرم الحاضر!

Ad