على مدى أكثر من عشرة أعوام وأنا أرافق المجموعات السياحية إلى خارج البلاد التي يقبل عليها البحرينيون بشدة سواء كانوا أفرادا أو عوائل، ومن خلال رصدي للعديد من الملاحظات أيقنت أن السائح البحريني يتمتع بصفات سياحية عديدة وجميلة في الوقت نفسه من بينها روح الاستكشاف والمغامرة، والبحث الدائم عن الجديد والمقارنة في بعض الأحيان بما هو موجود في بلاده أو البلاد الأخرى التي زارها من قبل.
كذلك يتمتع البحريني وربما يشترك معه السائح الخليجي أيضاً في بعض وجهات النظر أو النقاط البارزة مثل حرصه على الغوص في ثقافة البلاد التي يزورها، وتعلم بعض الكلمات الأساسية التي يمكن استخدامها يومياً للترحيب أو حتى للتسوق، مع بناء علاقة ودية مع المترجم الذي يساعدهم كثيراً في تسهيل التعاملات من لغة البلد إلى اللغة العربية أو الإنكليزية في أحسن الأحوال لتستمر الرحلة بكل سلاسة ويسر.
الاهتمام بحضور الفعاليات الترفيهية والثقافية، أو زيارة المتاحف حاضرة وبقوة ربما عند الرجال أكثر من النساء اللاتي غالباً ما يبحثن عن التسوق سواء في المجمعات التجارية أو الأسواق الشعبية التي تمكنهن من المفاصلة بالأسعار بكل سهولة ويسر، والحصول على صناعات البلد نفسه خاصة اليدوية منها والتي تكون دائماً للهدايا.
البحريني السائح يتميز أيضاً بسرعة الاندماج مع الآخرين معه في الرحلة، وخلق روح العائلة بكل محبة من أول ساعات اللقاء في المطار، وإن تعدت حتى ركوب الباص، وهنا بلا شك دور مهم لقائد الرحلة في خلق البرامج الاجتماعية التي يشترك الجميع فيها بكل حيوية ورحابة صدر وهي من المخرجات الجميلة في الرحلات الجماعية.
ميزة الرحلات الجماعية التكلفة المعقولة والتواصل الاجتماعي بفضل التنظيم المريح ووجود دليل سياحي طيلة الرحلة بجانب الإداري من بداية الرحلة حتى نهايتها، وإن تنوع الأنشطة والفعاليات في الرحلات الجماعية يكسر الحواجز ويخلق روح المتعة والأمان وغيرها من صفات أخرى ساهمت كثيراً في أن يكون المسافر البحريني سائحاً بامتياز.
بين من يرحب بالرحلات الجماعية ومن يفضل الفردية كل له أسبابه وقناعاته، وتبقى النتائج من وراء السفر السياحي واحدة وهي التي جعلت وكالات السفر في نشاط دائم للبحث عن وجهات جديدة تلبي جميع الأذواق والمستويات المادية بالإضافة إلى الاهتمامات المتنوعة لكل سائح.
* إعلامي بحريني.