ها هي الذكرى الأولى لمأساتي الكبرى برحيلك الأبدي تحلّ علينا يا توءم الرّوح، وأنا لم ألحق بك، وكما أقسمت لكِ عند مثواك الأخير حيث لم يدر في خلدي أن أبقى بعدك فوق الأرض كل هذه الساعات والأيام والشهور وأنا أكابد بُعدكِ عني مع كل نبضة من نبضات قلبي المكلوم، يا طب القلوب، ونور البصر، إلا أنها إرادة الباري سبحانه أن أبقى كي أشكو له بثي وحزني عليك، وأنا أحاول بلوغ الكمال في عبادته كي يتقبل دعائي لك بالنعيم الذي تستحقينه ويليق بك أيتها المبطونة الصابرة، وذلك في كل صلواتي وسجودي عند ساعات السحر وصلاة الفجر وقرآنه المشهود الذي لم أعهده من قبل للأسف يا منقذتي من غفلات الزمن!!

وإذا كانت نغمات صوتك الملائكي قد غابت وسجاياك المثلى قد اختفت، فإنني أجد كل هذه وتلك، بفضلٍ من الله، عند أروع ما تركته لنا من نعيم الدنيا وكنوزها المتمثلة بزهرتيك الريم والمها اللتين نذرت لهما نفسي وكل جوارحي كي أكون خادمهما الأمين، وبكل ما أملك من مشاعر وعواطف وإمكانات حتى ألقاكِ عند مليك مقتدر.

أخيراً وليس آخراً، أعترف لكِ بعجزي المطلق عن التعبير عن كل ما يجول في خاطري منذ رحيلك الدامي، لذا فقد لجأت إلى القريض كي أحاول بأبياته المتواضعة هذه أن أصف بعضاً من مأساتي التي تكبر مع الأيام فأختصر من خلالها ما أود التعبير عنه بكلماتٍ قد لا تسعها كل صفحات الدنيا ومدوناتها فأقول:

Ad

بلا موعد تلاشى النور

فلا نور بعدكِ يا نور

ولم أعد أُدرك التمييز

ما بين همّي والسرور

فدنياي باتت مبعثرة

وأنا هائمٌ في المحظور

وحياتي لم تعد دنيا

بل طيفٌ بفناءٍ مهجور

وأمسيت بعدكِ أطلالا

فلا دار لي فيها ولا دور

وسأبقى بعدكِ هائماً

وسأحيا باحثاً عن نور

بل سأبقى بعدك طائرا

يبحث عنكِ بين الحور

لقد كنتِ ضياء الصُّبح

وسنا برق ليلٍ ممطور

وكنتِ الأيقونة المثلى

وكنتِ لنا الدّر المنثور

فرحماك يا ربّ بغاليتي

ورحماك بقلبيَ المكسور