في ظل التحول الرقمي المتسارع في الكويت وقعت الكثير من الوزارات والهيئات الحكومية والشركات الخاصة في فخ الاعتقاد بأن زيادة الإنفاق على الأمن السيبراني تضمن حماية أفضل، هذا الفهم المغلوط يمكن أن يؤدي إلى إحساس زائف بالأمان، مما يجعل هذه الجهات عرضة للهجمات الإلكترونية رغم استثماراتها الكبيرة.

على الرغم من أن استخدام الأدوات المتقدمة مثل الجدران النارية، والأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة اكتشاف التسلل يُعد جزءًا مهمًا من البنية التحتية للأمن السيبراني، فإن فعاليتها تعتمد بشكل كبير على التنفيذ الصحيح والإدارة المستمرة ودمجها في إطار استراتيجي شامل، هناك جهات ذات استثمار مالي محدود لا يذكر أكثر أمانًا من جهات أخرى تصرف الملايين سنويا.

أحد التحديات الرئيسة في الكويت هو إهمال الممارسات الأساسية للأمن السيبراني، فكثيرًا ما تركز الوزارات والشركات على الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة بدلاً من التركيز على التدابير الأساسية مثل إدارة المخاطر والثغرات، والنسخ الاحتياطية المنتظمة، وتدريب الموظفين، هذا الإهمال يمكن أن يترك حتى أكثر الأنظمة تقدمًا عرضة للهجمات البسيطة.
Ad


كما أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا دون تعزيز ثقافة الأمن السيبراني بين الموظفين يمكن أن يكون خطيرًا، فالمخترقون غالبًا ما يستغلون الأخطاء البشرية مثل التصيد الاحتيالي، والتي يمكن أن تخترق حتى أقوى الأنظمة، علاوة على ذلك يجب أن تدرك الجهات الحكومية والخاصة أن الأمن السيبراني ليس استثمارًا لمرة واحدة، بل هو عملية مستمرة تتطلب تحديثًا وتكيفًا مع التهديدات المتغيرة، والإحساس الزائف بالأمان قد يؤدي إلى التراخي ويزيد من احتمالية نجاح الهجمات.

في الختام، يتطلب الأمن السيبراني الفعال في الكويت نهجًا متوازنًا يشمل الممارسات الأمنية القوية، والتعليم المستمر للموظفين، والمراقبة الدائمة، واستراتيجيات استجابة استباقية، وبدون هذه العناصر قد يكون الإنفاق الزائد مجرد وهم بالأمان بدلاً من حماية حقيقية.