في عالمنا العربي، يبدو أن عجلة التقدم تسير بشكل معاكس تماماً، فما زلنا نتعثر في صراعاتنا الداخلية، سواء كانت اجتماعية أو سياسية، ولا تزال العقول مشغولة بالتفكير في كيفية إحباط الآخر بدلاً من التفكير في كيفية تحقيق النجاح الفردي والجماعي. في لبنان، نرى صراعاً مستمراً يعوق أي تطور ممكن، وفي الخليج، وتحديداً بالكويت، تتجلى هذه الصراعات على شكل خلافات اجتماعية تعوق التقدم.
ما يدعو للأسف هو أن هذه العقلية السلبية لم تقتصر على قلة من الناس، بل أصبحت متجذرة في ثقافتنا، حيث نجد أن هناك شعوراً عاماً بعدم الرغبة في رؤية الآخرين ينجحون. بل نرى أن هناك من يسعى جاهداً لجعل الآخرين يشبهونه في تعثره وإحباطاته. هذا النوع من التفكير لا ينتج عنه إلا مجتمع يتراجع بدلاً من أن يتقدم.
أما في عالم وسائل التواصل الاجتماعي فقد زادت الأمور سوءاً، وأصبحنا نعيش في عالم مليء بالتمثيل والمبالغة والبروباغندا، حتى غابت الحقيقة عن أقلامنا وأصبحنا نفتقر إلى المصداقية.
ونرى كيف تجف أقلام الصحافيين أمام سيل من المعلومات المفبركة لبناء مجتمع ثالث ورابع إلخ.
ختاماً، أثناء حديثي مع المرحوم محمد السنعوسي، وزير الإعلام الكويتي السابق وعراب الإعلام الكويتي، أشار إلى نقطة مهمة، حيث قال لي: «أنت شاب تختلط بالشباب وتحضر دواوينهم، فكل شيء يدور حول ما يدور!». هذه الكلمات تختصر الوضع، إلى متى؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا بصدق، ونعمل بجدية لتغييره.