اجتاح صدام حسين فجر 2 أغسطس 1990م الكويت بطريقة لم يكن يتخيلها أي إنسان عربي، وشكلت هذا الغزو منعطفًا قويًا في المنطقة العربية، وفيما يلي محاولة لفهم ما جال في ذهن صدام حسين قبل غزو الكويت.
دخل الرئيس العراقي الحرب ضد إيران، وساندته كثير من الدول العربية ومنها الكويت التي قدمت له الكثير من المساعدات، والتي كانت تعيش فترة ازدهار تحت حكم أسرة آل صباح، وبعد انتهاء الحرب وجد نفسه مثقلًا بالديون ومطالبًا بسدادها، وفي سعيه للخروج من هذا المأزق لم يجد صدام مفراً من محاولة التملص من هذه الديون فطالب الكويت والسعودية بإلغاء الديون عن العراق، وقد برر ذلك بأنه لولا حربه مع إيران لما عرف سكان الخليج الأمن، وأراد إيصال رسالة مفادها أنه كان يحارب من أجل مصلحة الخليج.
كان صدام حسين يأمل إلغاء الديون التي قاربت الستين مليار دولار بعد أن استخدم فزاعة الأمن لسكان الكويت، وأنه لولا حربه مع إيران لدخلت إيران الكويت وعانت الفوضى وانعدام الأمن، كما طلب تأجير جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين، ولم يجد صدام ما كان يتمناه فرفضت الكويت.
ثم حدثت خلافات بين الدولتين بخصوص إنتاج النفط وبعض الحقول على الحدود المشتركة، وبدأ صدام بحشد قواته على الحدود، وعملت الدول العربية على الصلح، وسافر الرئيس المصري حسني مبارك إلى العراق، وأخبره الرئيس العراقي بأنه لن يقدم على أي عمل عسكري في الكويت إلا أنه سرعان ما خالف ذلك وأعلن حربه عليها.
وقد سطرت الكويت ملحمة من البطولات، فقامت الحكومة الكويتية في المنفى برئاسة الشيخ جابر الأحمد ببذل كل المساعي عربيا وعالميا من أجل صد العدوان الغاشم، ولم يدخر الجيش الكويتي جهدا في سبيل صد العدوان العراقي، كما عمل أبناء الشعب الكويتي على التطوع والمساعدة في صد العدوان والانضمام إلى اللجان التطوعية والخيرية، كما أسسوا حركة المقاومة الشعبية الكويتية، وقام أبناء الكويت في الخارج من الطلاب بدورهم وإظهار قضيتهم للرأي العام العالمي بعمل وقفات احتجاجية وكان منهم أ.د.بنيان بن تركي وغيره من أبناء الكويت بالخارج.
ورغم الخسائر المادية والبشرية للكويت فإنها كانت خير دليل على استعدادهم للتضحية بكل غال ونفيس من أجل تحرير وطنهم، وأقول للكويت حكومة وشعبًا عاشت الكويت حرة مستقلة، وأسأل الله أن يديم عليكم نعمه وفضله وعلى جميع البلدان العربية.