تاليران أشهر وزراء نابليون وأذكاهم كتب في مذكراته:

«دخلت إلى مكتبي فرانسواز التي حدثني عنها سير فيليب فرانسيس حاكم أستراليا قائلاً:

Ad

- سوف تلتقي بأجمل امرأة في أوروبا كلها، ولعلك عندما تراها ستكسر طوق عزوبيتك.

بالفعل ما إن وقعت عيناي عليها حتى وجدت نفسي منجذباً إليها، فأحببتها بشكلٍ لم يمكنني من التفكير بمفارقتها، وما قاله فيليب عن جمالها أقل بكثير من الحقيقة الماثلة أمامي، فشعرها الذهبي يأخذ بالأبصار، وزُرقة عينيها هي السماء الزاهية الصفاء، وبشرتها ناصعة البياض، ولم أرَ مثل اصطفاف أسنانها ونصاعتها، ولا حاجة لي في أن أصف قامتها وجسمها، في نفس اليوم الذي دخلت فيه إلى مكتبي، دخلت إلى بيتي الذي لم تخرج منه».

***ولما قدمها تاليران لنابليون، ورأتها جوزفين كادت تقتلها الغيرة، خشية أن يُدير جمالها رأس بونابرت... ولكن نابليون سرعان ما عبر عن كراهيته لها بعد أن اكتشف غباءها، فبعد أن حدثها عن تجربته في مصر، سألته هل مصر تابعة لإيطاليا؟

وبعد سؤالٍ آخر اكتشف حجم غبائها، فانفرد بوزير خارجيته: أذكى وزير خارجية في أوروبا كلها يقترن بأغبى امرأة؟

- ولكنها جميلة جداً يا صاحب الفخامة.

- اطردها يا تاليران قبل أن تصيبك بعدوى الغباء، لكن تاليران تزوجها... رغم تحذيرات نابليون.

***عندما احتل نابليون إسبانيا، قام بزيارتها في قصرها: هل حدثك زوجك بمهمتك؟

- أجل يا صاحب الجلالة.

- وماذا فهمتِ منها؟

- أنك ستعتقل ولي عهد إسبانيا في هذا القصر.

- بحق السماء قولي أستضيف... لا أعتقل.

- أجل... أجل... وعلي أن أراقبه.

- يا للذكاء... يا للذكاء... قولي أن أعتني به لا أراقبه.

- أجل... أجل يا صاحب الجلالة، أعتني به.

- لا يغادر القصر... هو يُحب الموسيقى والرقص، وفري له هذه الأجواء.

- فهمت يا صاحب الجلالة، فهمت.

***وقامت فرانسواز - مدام تاليران - بالواجب وأحسنت ضيافة الأمير، وكان زوجها يأتي إلى القصر فتكون هي في جناح ولي العهد الإسباني، وعندما تأتي يسألها: لماذا تمضين كل هذا الوقت مع الأمير؟

- ماذا أفعل يا حبيبي، إن المسكين مصاب بصداع، وإذا مسحت على رأسه يشعر بالراحة.

- وهل هذا من واجباتك؟

- إنها تعاليم صاحب الجلالة، والأمير يحب أن ينام على القصص التي أرويها له.

- قصص عاطفية طبعاً؟

- بالطبع يا حبيبي... فهذه تعليمات الإمبراطور.

***ولما هُزم نابليون وانتهى دوره، وأصبح كارلوس ملكاً على إسبانيا طلب تاليران من زوجته أن تسافر إلى مدريد فقالت له:

- أسافر حبيبي للحفاظ على مركزنا، فمتى ترغب؟

- ماذا تنتظرين، من الغد، فعزيزنا جلالة الملك كارلوس في شوقٍ إلى قصص ما قبل النوم العاطفية!