وسط جدلنا المستمر وسخطنا الدائم من أداء الحكومات ومجالس الأمة المتعاقبة، وهو سخط مستحق، ووسط حديثنا عن صندوق الجيش واليوروفايتر والصندوق الماليزي وغيرها من السرقات، ووسط حديثنا عن انحدار التعليم ورداءة الطرق الرئيسة والفرعية وغيرها من المشاكل، نسينا أن هناك أشياء كثيرة جميلة يستطيع الإنسان أن يتحدث عنها في هذا البلد.

مقيمة لبنانية محترمة والدها مقيم في الكويت منذ منتصف الستينيات تطوعت لتفخر ببلدنا بالنيابة عنا، هذه السيدة تحدثت بصدق وعبرت عن مشاعر كثير من المقيمين، لكن وبالتحديد الجالية اللبنانية في الكويت شاركت بشكل فاعل ورئيس في إنشاء الصحافة وأشياء كثيرة ومتعددة، كما أن هناك كيمياء متبادلة بين الشعبين.

هذه السيدة أعادت الاعتبار للقوة الشرائية للدينار الكويتي بأن أثبتت في مقطع مصور لا يتعدى الدقيقتين أن شخصين يستطيعان أن يتناولا وجبة لذيذة بدينار كويتي فقط، وهذا ما عجزت عنه أذكى المؤسسات الإعلامية.
Ad


نعم ما زال الدينار الكويتي الأقوى في العالم، وما زلنا في بلد آمن تستطيع أن تخرج فيه بمنتصف الليل، وأن تنسى باب بيتك مفتوحاً دون أدنى خوف، ولدينا جواز سفر محترم نستطيع به الدخول إلى معظم دول العالم بشروط ميسرة، وها هي الدول ترفع عنا التأشيرات والأسابيع المقبلة ستشهد قيام الاتحاد الأوروبي بالسماح لنا بالدخول إلى أراضيه بدون تأشيرة، ومن غير أي تنازل، لأننا لدينا قوة شرائية محترمة، كما أننا لسنا مهاجرين محتملين، نحن لا ندفع ضرائب، وكل الخدمات الحكومية بدون مقابل، وإن كانت هناك بعض الرسوم فهذا أمر طبيعي، ولدينا نظام عافية الذي يعطي المتقاعد الحق في الاختيار بين الطبابة في المرافق الحكومية أو الخاصة، وجارٍ العمل على تطويره ليشمل الطبابة خارج الكويت.

لدينا الحق في التعبير عن آرائنا ونستطيع أن نفتح أفواهنا لغير الأكل، ولدينا محاكم تحاسب من يتعدى على القانون والسلطة، والأيام المقبلة ستشهد عودة جميع الذين خرجوا من الكويت ليتحاشوا الدخول إلى السجن لقضايا رأي بمن فيهم من أساء إلى رأس الدولة، ولدينا تواصل اجتماعي ودواوين مفتوحة يستطيع كل الناس أن يلتقوا فيها بمن فيهم كبار أفراد الأسرة الحاكمة في مشهد لا يحدث في هذه المنطقة إلا في الكويت.

أكرر لدينا سلبيات بل كوارث، والمسؤول عنها الحكومات والمجالس المتعاقبة، وسبق لنا في هذه الزاوية الصغيرة أن عبرنا عنها وسنستمر في ذلك، لكن في المقابل لدينا أيضاً الكثير من الإيجابيات التي نسيناها وسط الضجيج، فأتت سيدة لبنانية فاضلة مقيمة في الكويت لتذكرنا بها، فشكراً من القلب لها.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.