غداة الاختبار الناجح للصاروخ البالستي العابر للقارات «هواسونغ17»، في 18 نوفمبر، ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، قبل أيام، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشاد بعمل من ساهموا في تطوير الصاروخ، وخلال جلسة تصوير مع المساهمين في ذلك الاختبار، أكد كيم مجدداً على أهمية تطوير الأسلحة النووية كوسيلة لحماية كوريا الشمالية، فقال: «لقد علّمنا التاريخ أننا نستطيع الدفاع عن بلدنا وأمّتنا، حاضراً ومستقبلاً، حين نصبح الأقوى، لا الأضعف، في العالم المعاصر حيث تُحدد القدرة على المواجهة هوية الفائز».

كانت جميع الاستفزازات العسكرية التي سبّبت خسائر بشرية وسط المدنيين في شبه الجزيرة الكورية تنجم عن ضربات استباقية من كوريا الشمالية ضد جارتها الجنوبية، ومع ذلك يسعى كيم إلى غسل دماغ شعبه وإقناعه بأن الأسلحة النووية أداة ضرورية لمنع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من غزو البلد.

Ad

في سبتمبر الماضي أقرّت كوريا الشمالية قانوناً جديداً لدعم قواتها النووية، وشدد كيم على استعمال هذه الأسلحة لتجنب الحروب النووية وحماية أمن البلد وكرامته، لكن طُرِحت أيضاً خمسة شروط تسمح باستخدام الأسلحة النووية بطريقة استباقية، فهذه الظروف تبرر تقوية التحالف العسكري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

بعد البيان الأخير الذي وجّهه كيم إلى العلماء والتقنيين في فريقه والخطاب الذي ألقاه في شهر سبتمبر، يبدو أنه استنتج أن التطور النووي هو الحل الوحيد للصمود، وبما أن كيم اعتبر هذا التطور النووي «هدفه النهائي»، من الواضح أنه لن يوافق على نزع أسلحة بلده بطريقة استباقية.

أوضح كيم مجدداً أنه ينوي تعزيز قدرات بلده النووية، لكن توجّهت أنظار الخبراء الخارجيين إلى الفتاة الصغيرة التي كانت تمسك بيده وتقف بالقرب منه خلال جلسة التصوير قبل أيام: إنها ابنته كيم جو إي، حيث ظهرت كيم جو إي بشكلٍ مفاجئ في موقع إطلاق صاروخ «هواسونغ17»، في 18 نوفمبر، وفق صور نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية، ثم ظهرت بشكلٍ علني مجدداً خلال جلسة التصوير يوم الأحد الماضي، فكانت إطلالتها الثانية أكثر وضوحاً من الأولى، فحاولت أن تبدو أكثر نضجاً بصفتها من أبناء «جبل بايكدو» ومن سلالة كيم: إنها مواصفات أساسية لاستلام رئاسة كوريا الشمالية، فأوحت ملابسها بأنها تحاول أن تشبه والدتها ري سول جو.

اعتبرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية «ابنة كيم جونغ أون الحبيبة»، مما يثبت برأي البعض أنها ستكون خليفة والدها في نهاية المطاف، لكن بما أن كيم جونغ أون يبلغ 38 عاماً اليوم وفق معظم المصادر، فلا يزال أصغر من أن يفكر بنقل سلطته إلى أحد أولاده، ولا تزال ابنته أصغر من أن تتدرب على استلام الحُكم، ومن خلال الظهور إلى جانب ابنته في هذا النوع من المناسبات، قد يرغب كيم بكل بساطة في التشديد على فكرة أخرى: لا يُعبّر الهدف المرتبط باكتساب أقوى سلاح نووي في العالم عن حلمه الشخصي فحسب، بل يجب أن تتناقل مختلف الأجيال هذا الهدف لحماية البلد من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

نظراً إلى طبيعة النظام الذكوري الطاغي في كوريا الشمالية، قد يجد أعضاء النُخَب الحاكمة في البلد صعوبة في تقبّل ابنة كيم كزعيمة لهم، ويقال إن ابن كيم الأول صبي، وقد يكون خياراً أكثر منطقية لاستلام الحُكم، ربما يحمل كيم إذاً منطقاً مختلفاً وراء رغبته في حضور ابنته الثانية لاختبار صاروخ «هواسونغ17».

وفق مصادر وكالة التجسس الكورية الجنوبية، كيم هو أب لثلاثة أولاد: ابن وابنتان، لكن وحدها كيم جو إي ظهرت في الأماكن العامة حتى الآن.

* ميتش شين