وجّهت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون وأهم شخصية مؤثرة في العلاقات بين الكوريتين، انتقاداً صريحاً لوزارة الخارجية الكورية الجنوبية التي أعلنت أنها بصدد مراجعة «تدابيرها المستقلة» يوم الخميس الماضي.

قالت كيم في بيان نشرته «وكالة الأنباء المركزية الكورية»: «حالما تكلمت الولايات المتحدة عن «عقوباتها المستقلة» ضد جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية، كررت كوريا الجنوبية التصريح الأميركي فوراً، وهذا الموقف المشين يثبت بكل وضوح أن الجماعة الكورية الجنوبية هي «كلبة وفيّة» للولايات المتحدة و«دمية بيدها».

Ad

يأتي هذا التصريح بعد يومَين على نشر وكالة الأنباء نفسها بياناً آخر تنتقد فيه كيم مجلس الأمن في الأمم المتحدة بسبب تنظيم اجتماع لمناقشة اختبار بيونغ يانغ للصاروخ البالستي العابر للقارات «هواسونغ-17».

في الأسابيع القليلة الماضية، أطلقت كوريا الشمالية عشرات الصواريخ البالستية ومئات قذائف المدفعيات رداً على التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وبما أن مجلس الأمن ليس موحّداً بما يكفي لمعاقبة كوريا الشمالية على تجاربها الصاروخية، أثبتت كوريا الجنوبية استعدادها لتكثيف تعاونها مع الولايات المتحدة لمعالجة التحديات التي تطرحها جارتها الشمالية، وفي هذه المرحلة، أصبح احتمال فرض عقوبات مستقلة، لاستهداف نشاطات كوريا الشمالية السيبرانية غير القانونية التي تشمل سرقة العملات الرقمية، قيد النقاش، لكن سبق أن تعرّضت كوريا الشمالية لعقوبات اقتصادية كارثية من جانب واشنطن والأمم المتحدة، لذا لا يمكن التأكيد على فاعلية «العقوبات المستقلة» التي تلوّح بها كوريا الجنوبية لإقناع جارتها الشمالية بالانتقال من التقدّم النووي إلى نزع أسلحتها النووية.

بعد أيام على إعلان «المبادرة الجريئة» من جانب رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، وهي عبارة عن حزمة اقتصادية لحث كوريا الشمالية على نزع أسلحتها النووية، هاجمت كيم يو جونغ خطته واعتبرتها مجرّد «نسخة مطابقة» للخطة التي طرحها الرئيس السابق لي ميونغ باك بعنوان «رؤية 3000: نزع الأسلحة النووية والانفتاح». وجّه الخبراء أيضاً هذا النوع من الانتقادات، إذ لا يمكن تنفيذ خطة يون إلا إذا أبدت كوريا الشمالية استعدادها للتخلي عن أسلحتها النووية أو اتخذت الخطوات اللازمة لتطبيق هذا المسار، لكن أثبتت أحداث العقود الماضية أن هذا الهدف مستحيل.

تقول كيم: «أتساءل عن السبب الذي يبقي الشعب الكوري الجنوبي مجرّد متفرّج على هذه التحركات التي تتخذها حكومة يون سوك يول وأغبياء آخرون يُصِرّون على افتعال وضعٍ خطير»، فعبّرت وزارة التوحيد في سيول عن أسفها الشديد إزاء هذا الموقف، واستنكرت محاولة كوريا الشمالية إطلاق حملة معادية للحكومة الكورية الجنوبية.

بعد موقف كيم الذي يستخف بيون ومبادرته السياسية في شهر أغسطس الماضي، صدر ثاني موقف فظ ضد يون الآن، وهو يثبت إصرار بيونغ يانغ على عدم التعاون مع إدارة يون بأي شكل من الأشكال، وفي تصريح كيم السابق في شهر أغسطس، اعتبرت يون «مخادعاً» وسخرت منه صراحةً فقالت: «نحن لا نحب يون سوك يول شخصياً».

في ظل استمرار المواقف المهينة بحق يون، ألمحت كيم أيضاً إلى تحوّل سيول الآن إلى هدف لبيونغ يانغ، وحذرت من تصاعد مشاعر العدائية والغضب بسبب حملة العقوبات والضغوط اليائسة من الأميركيين ودُماهم الكوريين الجنوبيين ضد كوريا الشمالية، وهي حملة قد تتحول إلى حبل مشنقة لهم.

بعدما أعلنت بيونغ يانغ فرض المزيد من التدابير الاستفزازية ضد سيول وواشنطن، من المتوقع أن يتصاعد التوتر السائد في شبه الجزيرة الكورية، فتتلاشى فرص تجديد الحوار المتباطئ بين الكوريتين أو المحادثات النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

* ميتش شين