بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي انطلقت البلاد في تطوير مجالاتها المختلفة، وتميزت بنهضتها في المجال الرياضي، في عام 1997 أُقيمت بطولة العالم للمصارعة الحرة الرسمية WWE في الكويت، بتنظيم من الشيخ أحمد الفهد، رئيس اللجنة الأولمبية آنذاك، كانت هذه البطولة هي الأولى من نوعها التي تُنظم خارج أميركا، واستضافها استاد الصداقة والسلام بنادي كاظمة الرياضي، حظيت البطولة بتغطية واسعة من القنوات العربية والعالمية، وساهمت في تعزيز الحركة الرياضية في الكويت.

في تلك الفترة لم تكن ثقافة المصارعة الحرة مشهورة عند الكويتيين، ومع ذلك تفاعل الجمهور الكويتي مع الحدث بكل حماس، وهذا ما دعا اللجنة الإعلامية التي تدير البطولة إلى عمل اللقاء تلفزيوني لبعض اللاعبين، بهدف إضافة قيمة تاريخية للحدث، ورغم التحضيرات الجيدة حدثت أحداث غير متوقعة.

في برنامج «صباح الخير يا كويت»، التقى المذيع بسام العثمان بالمصارعين «أندرتيكر وفيدر»، وطرح المذيع سؤالا غير متوقع للاعبين قائلًا: هل المصارعة الحرة مفبركة وتمثيل؟ أجاب «أندرتيكر» بردٍ دبلوماسي وهو في قمة الهدوء، لكن الصدمة هي رد فعل المصارع فيدر (الدب الروسي) كان مفاجئاً وغاضباً!! حتى أنه لم يتمالك نفسه واعتدى على المذيع بسام العثمان! وسحب الطاولة وأثار ضجة هائلة في الاستوديو.

Ad

ورغم توتر ما حصل أثناء اللقاء فقد استطاع المذيع التعامل مهنيا مع الموقف، وبشكل تدريجي حتى انسحب من الحلقة علما أنها كانت مباشرة! وبعد الفاصل القصير أكمل تقديم الحلقة د.مروان المطوع وهو طبيب نفسي شهير، كان يتابع الحوار من داخل الاستديو.

وبعد انتهاء اللقاء، انتقل اللاعبون مباشرةً إلى المطار للعودة إلى أميركا، وهنا حدثت المفاجأة، فقد تم منع فيدر من السفر، في حين أذن لأندرتيكر بالمغادرة، وتبين أن السلطات الكويتية منعت فيدر من مغادرة البلاد إثر شكوى رفعها المذيع ضده،

وانتشرت الحادثة على نطاق واسع، لم تقتصر على القنوات الكويتية والعربية فحسب، بل أصبحت حديث العالم.

نشرت قناة CNN اللقاء التلفزيوني، مما أدى إلى تصدر الخبر عناوين الصحف وإشعال ضجة إعلامية هائلة، تم وضع المصارع في الحجز تحت إقامة جبرية بأحد الفنادق، هنا صرح المخرج عادل الخضر أنه لم يكن يعلم بما سيحدث، وكان تصرف المصارع مفاجئا وغير متفق عليه ولكن!

بدأت جميع الأطراف بالتدخل لحل الأزمة، بما في ذلك السفارة الأميركية في الكويت، ولسوء حظ فيدر وقعت الحادثة قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام فقط، وتزامن ذلك مع وفاة الشيخ علي صباح السالم الصباح، وهو الابن الثاني لأمير الكويت الثاني عشر في 14 أبريل 1997، وبالتالي تعطلت الدوائر الحكومية لعدة أيام، وفي 16 أبريل بدأت التحقيقات مع المصارع والفريق المشارك، واستمرت الجلسات أسبوعا، حتى أُفرج عن المصارع بعد دفع غرامة مالية قدرها 5 آلاف دينار كويتي.

وعاد المصارع إلى أميركا واستأنف مشواره في حلبة المصارعة، وعندما سأله أحد المذيعين في WWE إذا ما كان الحادث في الكويت مفبركاً، رد المصارع: «هل ترغب في إثبات ذلك؟»، مع مرور السنين بدأت الحقائق تظهر تدريجياً. في إحدى المقابلات التلفزيونية اعترف فيدر بأنه تعرض للمذيع بناءً على طلب من المنتج البريطاني والمخرج الأميركي المسؤولين عن تنظيم البطولة، وكان لدى المنتج رغبة في خلق ضجة إعلامية كبيرة دون الاتفاق مع المذيع بسام العثمان، وبعد سنوات طائلة ظهر الإعلامي القدير علي الريس، وكشف أن مخرج البرنامج عادل الخضر كان يعلم بالمقلب مسبقاً، لكن المذيع بسام العثمان لا يعلم!!

ختاماً، عام 2018 توفي «فيدر» بسبب أزمة قلبية، وتناولت وسائل الإعلام العربية والغربية أكثر المقاطع شهرة له، وكان مقطع الاعتداء على المذيع الكويتي بسام العثمان هو الأكثر شهرة، والذي تبين أنه كان ضحية لمقلب مفبرك.