رغم صعوبة المهمة التي تنتظره، يأمل منتخب الكاميرون اقتناص بطاقة الصعود لدور الـ 16 في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حالياً في قطر، عندما يواجه منتخب البرازيل اليوم.

ويلعب المنتخب الكاميروني مع نظيره البرازيلي على ملعب لوسيل في الجولة الثالثة الأخيرة لمباريات المجموعة السابعة من مرحلة المجموعات في المونديال القطري.

ويحتل منتخب الكاميرون، الذي يشارك في كأس العالم للمرة الثامنة في تاريخه، المركز الثالث بجدول ترتيب المجموعة برصيد نقطة واحدة، بفارق هدف أمام منتخب صربيا، متذيل الترتيب، المتساوي معه في نفس الرصيد.
Ad


.


.
في المقابل، يتربع منتخب البرازيل على صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، محققاً العلامة الكاملة حتى الآن، عقب فوزه في أول جولتين، إذ اقتنص بطاقة الترشح الأولى عن تلك المجموعة للأدوار الإقصائية في البطولة، التي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها برصيد 5 ألقاب، مما يجعله يخوض اللقاء بأعصاب هادئة.

صراع ثلاثي

وأصبح الصراع محصوراً بين الكاميرون وصربيا، كذلك منتخب سويسرا، صاحب المركز الثاني برصيد 3 نقاط، لانتزاع ورقة العبور الثانية في المجموعة إلى الدور المقبل. ولا بديل أمام منتخب الكاميرون، الذي يُعد أكثر منتخبات القارة السمراء مشاركة في كأس العالم، سوى تحقيق الفوز على نظيره البرازيلي، بانتظار نتيجة اللقاء الآخر بين منتخب سويسرا ونظيره الصربي.

وربما يلعب فارق الأهداف العام، التي يتم اللجوء إليها حال تساوي منتخبين أو أكثر في رصيد النقاط وفقاً للائحة البطولة، دوراً مهماً في تحديد المنتخب الثاني الصاعد من المجموعة لدور الـ 16 برفقة منتخب البرازيل.

وأحرز منتخب سويسرا هدفاً وتلقى مثله، في حين سجَّل منتخب الكاميرون 3 أهداف، وسكن مرماه 4 أهداف، بينما يمتلك منتخب صربيا 3 أهداف واهتزت شباكه 5 مرات.

ويحلم منتخب الكاميرون ببلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الثانية في تاريخه بكأس العالم، بعدما حقق الإنجاز ذاته في نسخة المسابقة التي أقيمت بإيطاليا عام 1990 التي شهدت بلوغه دور الثمانية، كأول منتخب إفريقي يصل إلى هذا الدور في البطولة.

حظوظ الكاميرون

وقد يصعد منتخب الكاميرون للدور التالي حال فوزه بفارق هدفين على البرازيل، مع تعادل سويسرا وصربيا، أو في حال أيضاً انتصار منتخب الأسود غير المروضة 1 - صفر، وخسارة سويسرا بالنتيجة ذاتها أمام المنتخب الصربي.

ويتعيَّن على المنتخب الكاميروني أن يحقق الفوز بنفس النتيجة التي يفوز بها منتخب صربيا على سويسرا، من أجل التأهل وفقاً للائحة بفارق الأهداف العام.

ومن المحتمل أن يودِّع منتخب الكاميرون المونديال رغم فوزه على البرازيل، حال فوز صربيا بفارق هدف زائد عن انتصار الكاميرون، بقاعدة الأهداف المسجلة.

وربما يخرج منتخب الكاميرون من البطولة أيضاً، رغم فوزه على البرازيل، في حال تحقيق منتخب سويسرا الفوز على صربيا، حيث سيصل وقتها إلى النقطة السادسة، في حين سيصبح بجعبة فريق المدرب المحلي ريجبورت سونغ 4 نقاط فقط في تلك الحالة.

وعجز منتخب الكاميرون عن تحقيق أي فوز في أول جولتين، حيث استهل مشواره في المجموعة بالخسارة صفر- 1 أمام سويسرا، قبل أن يحقق تعادلاً مثيراً 3 - 3 مع منتخب صربيا في الجولة الثانية.

ومن المرجح أن يدفع تيتي، المدير الفني لمنتخب البرازيل، بالعناصر البديلة في اللقاء، بعد ضمان الصعود للأدوار الإقصائية، حيث يتطلع لإراحة نجومه الأساسيين، خصوصاً أن نقطة التعادل ستكون كافية لفريقه من أجل إنهاء مشواره في المجموعة وهو متربع على الصدارة.

ويعاني منتخب البرازيل لعنة الإصابات التي ضربت صفوفه في البطولة، حيث كان أبرز ضحاياها نجمه نيمار، إضافة إلى دانييلو وأليكس ساندرو.

تياغو سيلفا متعطش للألقاب

«أعيش أفضل اللحظات في مسيرتي» بهذه الكلمات عبّر تياغو سيلفا عن موقعه الرئيس في دفاع البرازيل.

بعيداً عن إخفاق مونديال 2014، يتألق ابن الـ 38 عاماً مع منتخب «سيليساو» الطموح، في مسعاه لنجمة سادسة حين يواجه الكاميرون في ختام دور المجموعات لمونديال قطر 2022.

.
قلب الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا


.
يُدين «راقصو السامبا» بقدر كبير «للوحش» سيلفا بعدم اهتزاز شباكهم في الملاعب القطرية خلال الفوز على كل من صربيا (2 - صفر) وسويسرا (1 - صفر)، حيث يخوض مدافع تشلسي الإنكليزي موندياله الرابع أساسياً بعدما ساهم بشكل فعّال ببلوغ بلاده للدور ثمن النهائي.

في جيله، اعتزل العديد من أقرانه أو باتوا يعيشون تحت وطأة ضغوطات تراكم السنين، على غرار داني ألفيش (39 عاماً) الذي بات يكتفي بالجلوس على مقاعد البدلاء. وبخلاف الأخير، ما زال سيلفا إحدى ركائز خط الدفاع مفعماً بالنشاط وصاحب أداء منتظم، مما دفع المدرب الوطني تيتي لمنحه شارة القيادة منذ بداية المونديال.

وقال سيلفا «خلال مباراتين، تم اختياري من أجل حمل شارة القيادة، أشعر أني بحالة جيدة، وسعيد جداً مع سيليساو. هذا النوع من القيادة مهم وأشعر بسعادة لأنه تم اختياري لحمل شارة القيادة».

فشل ذهني

أرهقت هذه الشارة الصغيرة طويلاً كاهل اللاعب، القائد حين غرق فريقه على أرضه في مونديال 2014. فالدموع التي ذرفها خلال سيناريو ركلات الترجيح أمام تشيلي ورفضه المشاركة في التسديد، عكسا الفشل الذهني للسيليساو، قبل سقوطه التاريخي أمام ألمانيا 1-7 في نصف النهائي، في طريق «دي مانشافت» للتتويج العالمي، في مباراة غاب عنها سيلفا للإيقاف.

رأى خلال مقابلة الأسبوع الماضي «في بعض الأحيان نتعلم من الألم ولكن علينا أن نستفيد من هذه الخبرة».

تغمر السعادة زميله السابق نظيره في دفاع باريس سان جرمان ماركينيوس للعب إلى جانب سيلفا في قطر، ويقول مبتسماً «من الرائع اللعب مع شخص أحفظه عن ظهر قلب. منسجمان على أرض الملعب. هو شخص جيد وصديق كبير. والد، وبامكاني الاعتماد عليه».

التألق في قطر

وبدلاً من الاعتزال مع راتب خيالي، في الصين مثلاً، وضع «الوحش» نصب عينيه هدف التألق في قطر، مؤكداً انه لم يأتِ إلى انكلترا من «أجل تناول العشاء في لندن أو زيارة مواقع سياحية».

وأضاف فور وصوله إلى قطر «أستمتع بأفضل نسخة من تياغو سيلفا. في سني، أعيش أفضل اللحظات في مسيرتي».

ومن أجل الحفاظ على لياقته البدنية، أكد قائد سان جرمان السابق انه يولي اهتماماً أكبر لتحضيراته بسبب «تقدمي في السن» وتحديداً بما يتعلق بغذائه، وأقرّ «سابقاً، كنت أتناول الكثير من الهراء، وبعد ذلك، وأحياناً قبل المباريات. ولكن الآن، أنا أكثر حرصاً».

نيمار يواصل غيابه

واصل نجم كرة القدم البرازيلي نيمار غيابه عن تدريبات منتخب بلاده، بعد الإصابة، التي تعرض لها أمام صربيا في أولى مباريات فريقه ببطولة كأس العالم 2022، المقامة حالياً في قطر.

واكتفى نيمار بالتأهيل في حوض السباحة بالفندق الذي يقيم فيه الفريق بالدوحة، حسبما أفاد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم.

في المقابل، عاد الظهير الأيمن للمنتخب البرازيلي دانيلو إلى التدريب للمرة الأولى بعد تعافيه من الإصابة في القدم، لكنه اكتفى بالتدريب منفرداً على هامش التدريب الجماعي للفريق. وتأكد غياب نيمار ودانيلو وزميلهما أليكس ساندرو، الذي خاض حصة تأهيل في حوض السباحة أيضاً، عن مباراة الفريق اليوم، في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة السابعة بالدور الأول للمونديال. وقد تشهد فعاليات دور الـ 16 للبطولة عودتهم إلى صفوف الفريق حال التعافي التام من الإصابة.

ميليتاو... «الجوكر»

سيلجأ مدرب البرازيل تيتي إلى إجراء تغييرات كثيرة على تشكيلته أمام الكاميرون، بعد ضمان التأهل، وفي محاولة لإراحة لاعبيه قبل ثمن النهائي، لكن لاعباً واحداً سيحتفظ بمركزه هو الظهير الأيمن إيدر ميليتاو.

.
الظهير الأيمن إيدر ميليتاو


.
ميليتاو (23 عاماً)، الذي يخوض أول مونديال له، معتاد على شغل مركز قلب الدفاع في صفوف ناديه ريال مدريد الإسباني، لكنه يستطيع القيام بمهمة جيدة على الجهة اليمنى أيضاً.

قدرته على شغل أكثر من مركز في الخط الخلفي جعل مدربه يثق به للحلول بدلاً من دانيلو المصاب في كاحله بالمباراة الأولى ضد صربيا، وأشركه ضد سويسرا مفضلاً إياه على المخضرم داني ألفيش (39 عاماً). وقد يصبح ألفيش أكبر لاعب برازيلي سنا يخوض مباراة في نهائيات كأس العالم، حيث يلعب في مركز الظهير الأيمن، على أن ينتقل ميليتاو لشغل مركز قلب الدفاع، لأن تيتي سيلجأ على الأرجح إلى إراحة الثنائي ماركينيوس وقائد المنتخب تياغو سيلفا. وتعتبر كأس العالم الخطوة الأخيرة للمنحى التصاعدي في مسيرة ميليتاو، لكنه أيضاً ظهير قادر على تأمين الرواق الأيمن والسماح للجناح بالهجوم من دون قلق.

تيتي: سنواجههم باحترام كبير

أكد تيتي، المدير الفني لمنتخب البرازيل، اعتماده على طريقة لعب متوازنة خلال كأس العالم، مع التركيز على اللعب بفاعلية هجومية أمام المنافسين.

.
المدير الفني لمنتخب البرازيل تيتي


.
ويلتقي منتخبا البرازيل والكاميرون، مساء اليوم على ملعب استاد لوسيل، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة كأس العالم قطر 2022، والذي ضمن السيليساو عبوره من الجولة الثانية.

وأشار تيتي، خلال مؤتمر صحافي، إلى أن سويسرا لعبت بخطة دفاعية قوية خلال المواجهة الماضية، لذلك تأجل تسجيل هدف الفوز لمنتخبه.

وأقر بأنه لا يعرف بعد التشكيلة التي سيلعب بها أمام الأسود غير المروضة، حيث شدد على أنه يلعب كل مباراة على حدة وأنه لا يفكر حاليا بمباراة دور ال16.

ولدى سؤاله عن إمكانية إراحة بعض الأساسيين بعد حسم تأهله على طريقة فرنسا، قال «كل مدرب يعرف مصلحة منتخبه، يمكن لكل مدرب أن يقرر على المستوى العملي خطته، وبإمكانه أخذ القرار قبل كل مباراة، ويجب إعطاء الجميع فرصته من أجل إظهار مواهبهم لي».

وأكد تيتي أن مواجهة الكاميرون الأخيرة في 2018 كانت صعبة جدا، وكان المدرب سيدورف قادرا على الاستفادة من عناصر اللعب لديه، مضيفا «لذلك سندخل باحترام كبير لمنتخب الكاميرون».

سونغ: «الأسود» قادرون على تخطي البرازيل

أكد مدرب الكاميرون ريجوبيرت سونغ أمس، أن موقف السنغال، التي نجحت في التأهل لدور الـ 16 بمونديال قطر 2022 كوصيفة للمجموعة الأولى، يمكن أن يكون مثالاً يحتذى به بالنسبة لـ «الأسود غير المروضة» خلال مواجهة البرازيل اليوم في مباراة مهمة لاجتياز مرحلة المجموعات.

.
مدرب الكاميرون ريجوبيرت سونغ


.
وقال سونغ، في مؤتمر صحافي: «الحقيقة هي أن السنغال يمكن أن تكون مثالا بالنسبة لنا. معا نمثل قارتنا، ومن الجيد دائما أن نعرف أن إفريقيا ممثلة هنا».

وأضاف: «إذا نظرنا إلى تاريخ كرة القدم الإفريقية، فإن الكاميرون لديها ألقاب أكثر من السنغال. إذا كانوا قد تمكنوا من هذا الإنجاز، فلماذا نحن لا نستطيع؟».

وتابع: «إنه دافع وله تأثير جيد على المستوى النفسي. كل شيء ممكن، ولدينا القدرة والجودة لنستطيع تحقيق ذلك. نحن متحمسون».

وأوضح أن جميع اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لديهم القدرة الكافية للتغلب على البرازيل «لأنهم محترفون ويعرفون بالضبط ما هو متوقع منهم».

بالإضافة إلى ذلك، أشار سونغ إلى أن لديهم «ثقته التامة»، وأنه يجب عليهم لعب كرة القدم دون أن يتأثروا باسم البرازيل كمفهوم يحترمونه كثيرا.