في الذكرى السابعة عشرة لصدور جريدة «الجريدة» في الكويت، نحتفل بمسيرة حافلة بالإنجازات والنجاحات التي جعلتها تتألق وتتربع على عرش الصحافة الكويتية، متفوقة على الصحف الأقدم والأكثر تقليدية.
منذ تأسيسها في عام 2007، بدأت «الجريدة» رحلة مميزة في عالم الصحافة والإعلام، حيث استطاعت أن تبني لنفسها سمعة قوية بفضل مصداقيتها وموضوعيتها في نقل الأخبار والتقارير، كانت «الجريدة» دائماً سباقة في تناول القضايا المهمة والمثيرة للجدل، مما جعلها مصدراً موثوقاً للمعلومات للقراء من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.
تعتبر «الجريدة» منبراً حراً للرأي والتعبير، حيث تحتضن مجموعة من الكتّاب والصحافيين المتميزين الذين يثرون محتواها بمقالات وتحليلات عميقة ومستقلة، كما تميزت بتغطيتها الشاملة للأحداث المحلية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تخصيص مساحات واسعة للثقافة والفن والرياضة، مما يجعلها صحيفة متكاملة تلبي احتياجات قرائها المتنوعة.
وعلى مدار سبع عشرة سنة الماضية، حققت «الجريدة» العديد من الإنجازات التي ساهمت في تعزيز مكانتها الريادية في الصحافة الكويتية، فقد كانت سباقة في استخدام التقنيات الحديثة في مجال الصحافة الرقمية، مما مكنها من الوصول إلى جمهور واسع عبر منصاتها الإلكترونية وتطبيقاتها المتعددة.
كما لم تكن «الجريدة» بمعزل عن قضايا المجتمع الكويتي، فقد أدت دوراً فعالاً في التوعية والتثقيف، مسلطة الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وساهمت في بناء الوعي العام وتعزيز الحوار المجتمعي.
وفي هذا السياق، أبدت «الجريدة» دائماً التزاماً قوياً بأخلاقيات المهنة وحرية الصحافة، مما جعلها نموذجاً يحتذى به في الساحة الإعلامية، فقد حرصت على تقديم محتوى مهني وموثوق، ملتزمة بأعلى معايير الجودة والدقة في نقل الأخبار.
اليوم، ومع احتفالها بالذكرى السابعة عشرة، تواصل «الجريدة» رحلتها نحو المستقبل بكل ثقة وطموح، تسعى لمواكبة التطورات المستمرة في عالم الإعلام، متبنية أحدث الابتكارات والتقنيات لتعزيز تواصلها مع القراء وتلبية تطلعاتهم.
نهنئ جريدة «الجريدة» على هذا الإنجاز العظيم، ونتمنى لها المزيد من التألق والتفوق في مسيرتها الإعلامية، لتبقى دائما في الصدارة وتظل رمزاً للفخر في سماء الصحافة الكويتية.
كان لي شرف تأسيس قسم التصوير الصحافي في «الجريدة»، والعمل عشر سنوات فيها قبل الانتقال إلى العمل في بلدي الأردن، فإنني أستذكر بفخر واعتزاز تلك السنوات الغنية بالتجارب والتحديات التي ساهمت في بناء مسيرتي المهنية وتطوير مهاراتي في مجال التصوير الصحافي.
عندما بدأت مشواري في جريدة «الجريدة»، كانت الصحيفة لا تزال في مراحلها الأولى، وكانت بحاجة إلى قسم تصوير قوي يعزز من جودة محتواها، ويقدم للقراء صوراً مميزة تعكس الأحداث بواقعية واحترافية، كان التحدي كبيراً، لكن بدعم من الإدارة وزملائي في الفريق، استطعنا تأسيس قسم تصوير صحافي يلبي أعلى المعايير المهنية.
خلال تلك السنوات العشر، عملنا جاهدين على تغطية مختلف الأحداث المحلية والإقليمية والدولية، من السياسة إلى الرياضة، ومن الثقافة إلى الحياة الاجتماعية، كنا نحرص دائماً على أن تكون الصور التي نلتقطها ذات جودة عالية، تنقل الحقيقة بوضوح وتثير اهتمام القارئ وتفاعله.
كانت تجربة العمل في «الجريدة» تجربة ثرية، تعلمت فيها الكثير، واكتسبت خبرات لا تقدر بثمن، تعاونت مع فريق من الصحافيين والمحررين المبدعين، وتعلمت من كل واحد منهم شيئاً جديداً، هذه التجربة ساعدتني كثيراً في صقل مهاراتي وتطوير أسلوبي في التصوير الصحافي.
وبعد عشر سنوات من العمل والتفاني في جريدة «الجريدة»، قررت العودة إلى بلدي الأردن للعمل هناك، كانت هذه الخطوة جزءاً من رغبتي في استكشاف آفاق جديدة وتقديم ما تعلمته لخدمة بلدي، واليوم، وأنا أعمل في الأردن، أجد نفسي أستفيد من كل ما تعلمته في «الجريدة» وأسعى لنقل هذه الخبرات للأجيال الجديدة من المصورين الصحافيين.
إن الذكرى السابعة عشرة لجريدة «الجريدة» ليست مجرد مناسبة للاحتفال، بل هي أيضاً فرصة للتأمل في مسيرتنا المهنية والشخصية، واستذكار اللحظات الجميلة والتحديات التي تجاوزناها معاً.
أهنئ زملائي في «الجريدة» بهذا الإنجاز الكبير، وأتمنى لهم دوام النجاح والتألق في مسيرتهم الصحافية.