علم الإدارة للأسف يجهله الكثيرون الذين يركزون على تنفيذ القرار دون النظر الى مدى ما يتحقق من تنفيذه، فطبيعة العلاقة السائدة في العمل هي الإنتاجية وروح التعاون، وما يعني البعض هو الالتزام بتنفيذ القرارات فقط، ولكن هنا لا بد من الرجوع إلى الأصل، وهو من صنع القرار، هل هناك مشاركة في صنع القرار؟ وهل القرار يحقق نتائج إيجابية ويقضي على السلبيات؟ وما نسبة النجاح المتوقعة؟ وما العقبات؟ القيادة الناجحة تركز على تحفيز الموارد البشرية لتنفيذ القرارات والتوصيات وحب العمل ورفع معنويات من يعملون، والإدارة الجيدة تعد مجموعة عمليات منظمة لتحقيق أهداف استراتيجية ورفع الإنتاجية بأفضل أداء في أقل وقت وأقل مجهود نتيجة الإبداع الذي يتولد من روح التعاون وحب بيئة العمل، وحل النزاعات بشكل سريع، فهناك فرق بين تنفيذ القوانين بجمود وضغط وبين التنفيذ بفهم وحب. فن الإدارة يحتاج إلى خبرة وحنكة وذكاء في قراءة الآخر وفهمه وحسن تصرفه بما تقتضيه الحال، وتوافر الكاريزما، وغياب هذه الفنون يعني فشلا إداريا، لأن الإداري سيتحول إلى آلة تنفيذ القوانين واللوائح كما وردت دون مراعاة ظروف من تطبق عليه، والإدارة ليست عملية ارتجالية عشوائية تعتمد على المحاولة والخطأ، ولو تمت كذلك فسننجح بعد بذل مجهود كبير وتكلفة أعلى.

لقد ورد في كتاب الله، عز وجل، القواعد الأساسية للإدارة الناجحة، وما عليك إلا أن تتأمل قوله تعالى: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ». (آل عمران)، فهذه الآية تحتوي على عشر قواعد للإدارة الناجحة:

Ad

1- الاتصال الوجداني مع الآخر. 2- عدم الفظاظة معهم بالقول والفعل.

3- التجاوز والعفو عنهم والاستغفار لهم إذا أخطأوا.

4- مشاورتهم في الأمر. 5- اكتشاف القدرات.

6- حسن التوظيف لهذه القدرات. 7- توزيع المهام وحسن المتابعة، «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» 8- التقويم. 9- التعزيز.

10- صناعة القادة. فالقائد الناجح هو الذي ينتج من بيئة عمله قيادات آخرى ناجحة وقادرة على إدارة العمل ورفع الإنتاجية.