دعا المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي خلال استقباله أمس، عدداً من قادة سلاح البحرية إلى الوحدة بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والحكومة، في حين تتسبب الاحتجاجات المتواصلة بتوتر متصاعد وتبادل للاتهامات بين مراكز القوة في النظام.

وقال خامنئي، إن «تعزيز العلاقة بين القوات المسلحة والحكومة والقوات الأخرى سيساعد في التفاهم والتعاون والتقدم»، مضيفاً أنه «من الضروري إجراء ترقية شاملة للقوة القتالية ومعدات الدفاع في البحرية ومواصلة الإبحار في المياه البعيدة والدولية».

إلى ذلك، استبقت السلطات الإيرانية زيارة مرتقبة يقوم بها رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني إلى طهران اليوم، بالترحيب بقرار بغداد نشر الجيش على المثلث الحدودي بين العراق وإيران وتركيا.
Ad


ويشمل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السوداني ورئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني تشكيل وحدات مشتركة من الجيش العراقي وحرس الحدود وقوات البيشمركة، والبدء بعمليات انتشار على الحدود في أقرب وقت ممكن، مع إنشاء العشرات من نقاط المراقبة الحدودية، وتمت بالفعل إقامة بعض هذه النقاط.

ووسط تقارير تفيد بمهلة إيرانية لبغداد لنزع سلاح المجموعات الكردية الإيرانية المعارضة وإبعادها عن الحدود لتفادي عملية برية ‘يرانية داخل الحدود العراقية، رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أمس، بقرار الحكومة العراقية معبراً عن أمله بتنفيذه، وعرض أن تقدم طهران مساعدة فنية إذا طلبت بغداد ذلك.

لجنة التحقيق الدولية

إلى ذلك، جدد كنعاني رفض طهران التعامل مع اللجنة التي قرر مجلس حقوق الإنسان تشكيلها للتحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران واصفاً اللجنة بأنها «سياسية». وقال إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير الألماني في طهران هانز أودو موتسيل احتجاجاً على تدخل ألمانيا في الشأن الداخلي الإيراني. وقادت ألمانيا جهود التوصل إلى قرار في مجلس حقوق الإنسان الأسبوع الماضي. وجدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اتهام أطراف دولية وإقليمية بالتورط في تأجيج الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن، منذ مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من الشرطة بسبب مخالفة قواعد الحجاب الإلزامي منتصف سبتمبر الماضي، قائلاً: «لدينا معلومات محددة تثبت أن الولايات المتحدة ودولاً غربية وبعض حلفاء أميركا كان لهم دور في الاحتجاجات».

«اليونسيف»

في غضون ذلك، أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» العنف ضد الأطفال خلال الاحتجاجات في إيران، وأعربت عن قلقها إزاء مقتل أكثر من 50 طفلاً. كما أشارت إلى استمرار الهجمات على المدارس التي تشهد تظاهرات مناهضة للحكومة والنظام الإيراني. وأضافت المنظمة الدولية في بيان: «إيران عضو في اتفاقية حقوق الطفل، وهي ملزمة باحترام ومراعاة وحفظ حقوق الأطفال في الحياة والخصوصية وحرية الفكر والتجمع السلمي».

احتجاجات

وجاء ذلك في وقت لا تزال جامعات طهران وعدة مدن أخرى تشهد اعتصامات وإضرابات بينما خرجت مظاهرات واعتصامات ليلية واسعة ليل الأحد ـ الاثنين، تمكن ناشطون من توثيق بعضها ونشر فيديوهات لها بمواقع التواصل الاجتماعي.

وقال موقع «إيران إنترناشيونال» المعارض، إن مناطق عدة في طهران مثل ستار خان وجادة فردوس وشهرآر، شهدت احتجاجات بالشوارع. وشهدت مدن قلعة حسن خان ويزد ورامسر ورشت، احتجاجات متفرقة.

فيما خرجت مظاهرات واسعة في مدينة آبدانان بمحافظة إيلام غرب إيران، رفع خلالها المشاركون شعارات مناهضة للمرشد الأعلى علي خامنئي.

كما نظّمت مجموعة من الممثلين الإيرانيين احتجاجاً صامتاً شاركت فيه ممثلات من دون حجاب، في بادرة تضامن مع «الحراك الشعبي».

وأظهر فيديو تم تداوله على مواقع التواصل أن الممثلة والمخرجة سهيلة غولستاني شاركت في الاحتجاج وهي ترتدي الأسود، وتمشي باتجاه الكاميرا ثم تستدير لتكشف أنها لا ترتدي الحجاب.

ثمّ تنضم تسع نساء إلى غولستاني للقيام بالحركة ذاتها، كما يفعل خمسة رجال. ونشرت غولستاني مقطع الفيديو، الذي يبدو أنه تم تصويره بإحدى الحدائق، على مواقع التواصل، حيث كتبت «انتهى العرض وكُشفت الحقيقة».

وأضافت: «أبطالنا الحقيقيون هم الأشخاص المجهولون». وشارك المخرج الإيراني حميد بورارازي في الفيديو الذي نشره عبر حسابه على إنستغرام.

كما نشر النجم السابق لمنتخب إيران لكرة القدم علي دائي، منشوراً، كشف فيه أنه وعائلته تعرضا لـ«تهديدات لا حصر لها» في الأيام الأخيرة على خلفية دعمه للاحتجاجات.

الى ذلك، أفرجت السلطات الإيرانية، عن الممثلة الشهيرة، هنغامه قاضياني، بكفالة، بعد أسبوع من إيقافها بدعوى دعمها للاحتجاجات، فيما أبقت على المخرجين الحائزين على جوائز محمد رسولوف وجعفر بناهي رهن الاحتجاز بعد اعتقالهما في وقت على خلفية دعم الحراك المطالب بالتغيير.

اغتيال عنصر في «الحرس»

في المقابل، أفادت العلاقات العامة لمقر «سيد الشهداء» التابع للحرس الثوري في محافظة أذربيجان الغربية شمال البلاد إلى «اعتقال زعيم الشبكة الرئيسية للإعلام الإرهابي إيران إنترناشونال في مدينة خوي». بينما لقي أحد عناصر «الحرس الثوري» ويدعى رضا داستاني، أمس، مصرعه في أصفهان، برصاص مسلحين مجهولين.