شددت الكويت والأردن على أهمية خفض التوترات بالشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وإيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للصراعات في المنطقة.

وصدر، أمس، بيان كويتي - أردني مشترك في ختام زيارة دولة قام بها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة أعرب خلاله البلدان عن اعتزازهما بمستوى العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمعهما وحرصهما على البناء على تلك العلاقات لتوطيد آليات التعاون في شتى المجالات وصولا لتحقيق التكامل المنشود.

Ad

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى اتخاذ قرار يفرض الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.

وأكد البيان ضرورة الالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله الموقعة بين الكويت وجمهورية العراق، مشيراً إلى أهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية - العراقية لما بعد العلامة رقم 162.

وأوضح أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية للكويت وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة الكويتية - السعودية بما فيها حقل الدرة بكامله هي ملكية مشتركة بين الكويت والمملكة العربية السعودية فقط.

وفيما يلي نص البيان المشترك:

انطلاقاً من العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع الكويت والمملكة الأردنية الهاشمية قام صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد بزيارة إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة كريمة من أخيه ملك المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني يومي 23 و24 أبريل 2024.

وعقد صاحب السمو جلسة مباحثات ثنائية مع أخيه الملك عبدالله الثاني تلتها جلسة موسعة ضمت أعضاء الوفدين سادتها روح المودة والإخاء التي تجسد عمق العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين جرى خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات وبحث سبل تعزيزها بما يلبي طموح وتطلعات الشعبين الشقيقين.

وقدم سمو الأمير مشعل الأحمد التهنئة إلى الملك عبدالله الثاني بمناسبة احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية.

وبحث صاحب السمو والعاهل الاردني سبل تعزيز العمل العربي المشترك الهادف لمواجهة التحديات الناشئة والمستجدة وخدمة القضايا العربية وتناول اللقاء العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، إذ أعربا عن اعتزازهما بمستوى العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع الكويت والأردن وعن حرصهما على البناء على تلك العلاقات لتوطيد آليات التعاون في شتى المجالات وصولا لتحقيق التكامل المنشود.

تشجيع المستثمرين

وأشاد سمو الأمير والملك عبدالله بما تحقق من تعاون في قطاعات الاستثمار والسياحة وبحثا سبل زيادة التبادل التجاري بين البلدين ووجها المسؤولين في البلدين إلى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال على استكشاف الفرص والإمكانيات المتاحة في الميادين الاقتصادية والاستثمارية والتجارية واستكمال الاتفاقيات التي تتيح ذلك وعلى أهمية توسيع التعاون المشترك ليشمل قطاعات أخرى بما في ذلك الرعاية الصحية والطاقة والسياحة العلاجية والفندقة والنقل والتدريب في مجال الطيران والثقافة والتعليم العالي والتبادل الثقافي ما بين الجامعات وغيرها من القطاعات بهدف تحقيق تنمية مشتركة ومتضامنة بما يحقق النماء والرفاه للبلدين والشعبين الشقيقين.

كما وجه صاحب السمو والعاهل الاردني، المسؤولين في البلدين إلى بدء التحضير للدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة المزمع عقدها خلال العام الجاري في الكويت.

استقرار المنطقة

وأكدا دعمهما للأمن والاستقرار في المنطقة وعلى أهمية تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية في حل الخلافات والنزاعات وعلى أهمية فتح قنوات التواصل لبناء جسور الشراكة والتعاون وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي وحرصا على استدامة النمو والاستقرار والسلم في المنطقة مشيرين في الوقت ذاته إلى أهمية احترام سيادة الدول على أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وشددا على أهمية خفض التوترات بالشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وإيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة للصراعات في المنطقة.

وبحث صاحب السمو والعاهل الأردني التطورات التي تشهدها المنطقة مؤكدين على حاجة المجتمع الدولي الملحة وخاصة مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار يفرض الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بكل الطرق الممكنة ومنع المزيد من التصعيد معربين في الوقت ذاته عن رفضهما لكل ما يؤدي إلى توسيع الحرب أو الهجمات البرية على رفح أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

مركزية القضية الفلسطينية

وجددا التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وعلى أن التوصل لحل عادل لها يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم.

وأكدا ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأكد صاحب السمو أمير الكويت على أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في حماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية ودور دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية بصفتها الجهة المخولة بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف الذي يشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونماً مكان عبادة خالصاً للمسلمين.

أمن واستقرار الملاحة

وأكد صاحب السمو والملك عبدالله على أهمية أمن واستقرار الملاحة في الممرات البحرية بالمنطقة وفقا لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 حفاظاً على مصالح دول العالم أجمع.

ولفتا في الوقت ذاته إلى أهمية احترام الاتفاقيات المبرمة والترتيبات الثنائية المعقودة فيما بين دول المنطقة وعلى كون تلك الاتفاقيات والترتيبات عنصرا أساسيا في تحقيق التكامل المنشود لدولها.

وأكدا ضرورة الالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله الموقعة بين دولة الكويت وجمهورية العراق بتاريخ 29 أبريل 2012 والتي دخلت حيز النفاذ بتاريخ 5 ديسمبر 2013 بعد مصادقتها من قبل كلا البلدين والتي تم إيداعها بشكل مشترك لدى الأمم المتحدة بتاريخ 18 ديسمبر 2013 وهي الاتفاقية التي تنظم عملية الملاحة في ممر خور عبدالله المائي وتساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي الذي تنشده دول المنطقة كافة.

خور عبدالله

وفي سياق متصل، أكد الزعيمان ضرورة الالتزام ببروتوكول المبادلة الأمني وإعادة العراق النظر بقرار إلغاء البروتوكول الموقع مع دولة الكويت في عام 2008 والذي تضمنت بنوده آلية محددة للتعديل والإلغاء لم يتم العمل بموجبها مشددين في الوقت ذاته على أهمية بروتوكول المبادلة الأمني في ضمان أمن وسلامة ممر خور عبدالله المائي وتأمينه من أي نشاطات تقوم بها الجماعات الإرهابية أو الإجرامية المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

وأشارا إلى أهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية - العراقية لما بعد العلامة رقم 162 وذلك وفقاً للمواثيق والمعاهدات الأممية ذات الصلة مؤكدين في الوقت ذاته على حتمية احترام سيادة دولة الكويت على كافة حدودها البحرية والبرية وذلك على النحو الوارد بقرار مجلس الأمن رقم 833 لعام 1993.

حقل الدرة

كما أكدا على أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة الكويتية - السعودية بما فيها حقل الدرة بكامله هي ملكية مشتركة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات الطبيعية في تلك المنطقة وفقا لأحكام القانون الدولي واستنادا إلى الاتفاقيات المبرمة والنافذة بينهما والتأكيد على الرفض القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحقل أو المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بحدودها المعينة بين الكويت والمملكة العربية السعودية.

قلادة الحسين بن علي

ومنح الملك عبدالله الثاني صاحب السمو أمير البلاد قلادة الحسين بن علي تعميقاً وتجسيداً للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين.

وفي ختام الزيارة عبر صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد عن وافر شكره وتقديره لأخيه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما سموه والوفد المرافق له في الأردن ودعا صاحب السمو أخاه الملك عبدالله الثاني لزيارة الكويت والذي رحب بهذه الدعوة الكريمة على أن يحدد تاريخها لاحقا عبر القنوات الدبلوماسية.

الأمير: زيارتنا للأردن توطيد للتعاون المثمر البنّاء بين بلدينا

بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية شكر إلى ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة عبدالله الثاني، جاء فيها: وإذ نغادر المملكة الأردنية الهاشمية بعد زيارة دولة، نود أن نزجي لكم بالغ الشكر والتقدير على ما أحطنا به وأعضاء الوفد المرافق من حفاوة استقبال وحسن وفادة عهدناهما على المملكة الشقيقة قيادة كريمة وشعبا مضيافاً، وعكسا عمق الروابط الأخوية والعلاقات المتميزة التي تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين.

وأضاف سموه: وفي هذا الصدد، نؤكد أن زيارتنا هذه تأتي توطيدا للتعاون المثمر البناء بين بلدينا الشقيقين، وتجسيدا لحرصنا على الارتقاء به على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة، ويحقق تطلعات شعبينا الكريمين.

وتابع: كما أود أن أعبر لكم عن بالغ امتناني وشكري على منحي (قلادة الحسين بن علي)، مؤكدا اعتزازي بهذا الوسام الرفيع، مثمنا هذه البادرة الكريمة من لدنكم، لما تجسده من معاني الأخوة الوثقى التي تجمعنا.

ودعا الله عز وجل أن يديم على العاهل الاردني موفور الصحة وتمام العافية، وعلى المملكة الأردنية الهاشمية وشعبها الشقيق التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة.

وعاد صاحب السمو أمير البلاد والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى أرض الوطن، ظهر أمس، قادما من المملكة الاردنية بعد زيارة دولة.

ورافق سموه وفد رسمي ضم كلا من وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار أنور المضف، ووزير الخارجية علي اليحيا، وكبار المسؤولين بالديوان الأميري.

وكان سموه والوفد الرسمي المرافق له غادروا ظهر أمس العاصمة عمان بالمملكة الأردنية وذلك بعد زيارة دولة.

وكان في مقدمة مودعي سموه على أرض المطار أخوه ملك الأردن عبدالله الثاني.

كما كان في وداع سموه كبير الأمناء في الديوان الملكي الهاشمي رئيس بعثة الشرف المرافقة سمو الأمير مرعد بن رعد، ورئيس الوزراء وزير الدفاع دولة الدكتور بشر هاني الخصاونة، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، والوزراء، وكبار المسؤولين في المملكة وسفير الكويت لدى الأردن حمد المري.

إعلاميون أردنيون: زيارة الأمير تجسد بناء موقف ضاغط لوقف العدوان على غزة

أكد إعلاميون أردنيون أهمية زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى الأردن، واصفين إياها بأنها محطة مهمة في التنسيق العربي وبناء موقف موحد وضاغط من أجل وقف عدوان الاحتلال الاسرائيلي على غزة.

واستعرض الإعلاميون في تصريحات

لـ «كونا» ما تشكله زيارة سمو أمير البلاد من أهمية من حيث التوقيت والدلالة، مشيرين إلى أنها تأتي أيضا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الكويت والأردن، وستكون نقطة مركزية لحكومتي البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.

من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة الرأي الأردنية د. خالد الشقران، إن الزيارة تأتي في ظرف دقيق تعيشه المنطقة، خصوصا في ظل العدوان على غزة، لافتا الى أن مواقف القيادتين الأردنية والكويتية متطابقة حول الأوضاع التي تعيشها المنطقة.

وذكر الشقران أن السياسة الخارجية الكويتية والأردنية شكلتا رافعة للأمة العربية باعتدالهما وتوازنهما في السياسة الدولية وقضايا المنطقة.

وأكد أن الأردن يقدر عاليا مواقف القيادة الكويتية التاريخية التي دائما ما تكون إلى جانب القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مواقف البلدين تعزز التعاون العربي المشترك والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية.

ولفت إلى احتضان الكويت للقمة الاقتصادية العربية عام 2009، والتي شكلت نقطة تحول في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة البينية.

وثمن عاليا مواقف الكويت وقيادتها في دعم التنمية والاقتصاد الأردني عبر العقود الماضية، مؤكدا أن هذا يعكس عمق العلاقة التاريخية بين القيادتين والشعبين الشقيقين.

بدوره، قال رئيس تحرير صحيفة الغد الأردنية مكرم الطراونة، إن زيارة سمو أمير البلاد تأتي ترسيخا للعلاقات الثنائية بين الأردن والكويت، والتي تعتبر نموذجا فريدا في جوهر العلاقات العربية الثنائية المشتركة بكل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

وأضاف الطراونة أن هذه الزيارة تشكل فرصة لقيادتي البلدين لمواصلة نهج التشاور، خصوصا أن هناك وحدة في المواقف ووجهات النظر بمختلف القضايا، لا سيما أنها تأتي في ظروف اقليمية صعبة.

وأوضح أن القيادتين حريصتان على الوصول إلى شرق أوسط أكثر استقرارا وإنهاء العدوان على غزة نظرا للحكمة التي يتمتع بها سمو أمير البلاد وأخوه الملك عبدالله الثاني على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأشار الى أن علاقة البلدين تؤطرها روابط تاريخية وجغرافية وقومية توجت بنموذج من الشراكة التي تحرص قيادة البلدين الشقيقين على تعزيزها، وهو ما هدفت أيضا هذه الزيارة لتحقيقه.

وبين أن للكويت مساهمة كبرى في الاقتصاد الأردني، واستثماراتها تعد الأكبر في المملكة، وهي محل تقدير على المستويين الرسمي والشعبي، مشيرا إلى أن الأردنيين ينظرون بأمل أن تتوج هذه الزيارة بمزيد من التقدم والتطور في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على الدولتين في مرحلة حساسة اقتصاديا وسياسيا.

من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة الأول نيوز الإلكترونية أسامة الرنتيسي، إن زيارة صاحب السمو إلى الأردن تأتي في ظروف حساسة تمر بها المنطقة والإقليم بعد 200 يوم من العدوان على غزة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة حقيقية.