أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، زيارة لبغداد هي الأولى له منذ أكثر من عقد ووقع خلالها اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، وأجرى مباحثات حول قضايا شائكة أبرزها تقاسم الحصص المائية والصادرات النفطية والأمن الإقليمي، في مسعى لاستعادة زخم العلاقات بين البلدين.

وأجرى أردوغان محادثات مع الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد ورئيس وزرائه محمد شياع السوداني، شدد خلالها على مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، الذي ينشط شمال العراق، حيث تتواجد قوات تركية تقول بغداد إنها دخلت من دون إذن عراقي.

وفي تصريحات بعد لقائه السوداني، قال أردوغان إنه بحث مع رئيس الوزراء العراقي الخطوات المشتركة التي يمكن أن يتخذها البلدان ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ورحب بتصنيف العراق للجماعة على أنها محظورة، معتبراً أن البند الأهم في المحادثات مع العراق هو مكافحة الإرهاب.

Ad

وبينما رأى الرئيس التركي أن الاتفاقات التي وقعت ستشكل نقطة تحول في العلاقات التركية ـ العراقية، ذكر السوداني في مؤتمر صحافي مشترك مع أردوغان، أن العراق وقع مع تركيا اتفاق إطار استراتيجي يشرف على التعاون في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد بين البلدين.

وأضاف السوداني أنه جرى توقيع مذكرة تفاهم رباعية في مجال النقل تضم تركيا والعراق والإمارات وقطر، واتفاق إطاري في مجال المياه مدته 10 سنوات سيكفل إدارة عادلة للثروة المائية.

وبحسب بيان للحكومة العراقية، اتفق السوداني وأردوغان على السعي لتفعيل مجلس الأعمال العراقي ــ التركي، لتعزيز التعاون وتنمية المشاريع في البلدين، والتأكيد على تعزيز الأمن المشترك بينهما، وعدم السماح بأن تكون أراضيهما منطلقاً للاعتداء بينهما.

وأوضح البيان أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على التعاون في مجال المياه، وصياغة مشاركة ورؤية جامعة لمصالح الجانبين في مشاريع البنى التحتية للري وإدارة المياه، فضلاً عن عرض ملفات التنسيق المشترك، التي تخصّ الزراعة والكهرباء والجوانب الصحية والرياضية والشبابية.

وعلى هامش الزيارة، أعلنت الحكومة العراقية توقيع مذكرة تفاهم رباعية مع تركيا وقطر والإمارات بشأن مشروع طريق التنمية الاستراتيجي، بهدف وضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع.

وأشار البيان إلى أن مشروع طريق التنمية الاستراتيجي سيساهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي والسعي نحو اقتصاد مستدام بين الشرق والغرب، كما سيعمل على زيادة التجارة الدولية وتسهيل التنقل والتجارة، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد، وتعزيز الرخاء الاقتصادي الإقليمي.