ذكر رئيس الجمعية الطبية، د. إبراهيم الطوالة، أن هناك أكثر من 400 ألف طالب في التعليم الحكومي زاحموا المرضى والحالات الحرجة في المراكز الصحية لتغطية غيابهم بعذر طبي مُزوّر، وأن هذه الأعذار تتكرر يومياً منذ بداية الفصل الثاني بموجات غياب جماعية، وأن وزارة التربية تشاهد تهالك النظام التعليمي بالكويت من دون أن تتخذ أي إجراء فعال.

وقد أعلنت جمعية النزاهة الوطنية الكويتية أنها رصدت الغياب الجماعي للطلاب والطالبات في جميع مدارس التعليم العام بدءاً من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية، وأن كثرة غياب الطلبة وتفشي الطبيّات الكاذبة بينهم ينافيان القيم، ويزيدان الفاقد التعليمي، فالكويت الآن تعتبر في المركز الأخير عالمياً بـ 174 يوماً دراسياً فقط للسنة الدراسية الواحدة، لكثرة الإجازات، ولضعف قدرة وزارة التربية على ضبط الالتزام بالتقويم الدراسي.

Ad

الواضح أن هناك مشكلة تربوية وأخلاقية خطيرة تهدد المجتمع شارك فيها أولياء أمور والأسرة التعليمية، فالوقوف الجماعي الموسمي للطلبة مع أولياء أمورهم في طوابير أمام المستوصفات لاستخراج طبيّات كاذبة هو ممارسات منافية للنزاهة والقيم، إلى جانب أنه يشكّل ضغطاً غير متوقع على المرافق الصحية، وهدراً للمال العام باستهلاك أدوية لا حاجة لها، كما أن المهتمين بالشأن التعليمي ذكروا أن هناك اتهامات من أولياء أمور وُجِّهت لإدارات مدرسية ومدرسين بأنهم وراء تشجيع ذلك الغياب الجماعي.

يقول خبراء التعليم إن من يريد تفكيك وتخريب أي مجتمع لا يحتاج إلّا إلى ما بين 15 و20 سنة، فهو الوقت الكافي لتخريب جيل كامل من الطلبة، ابتداءً من المراحل الدراسية الأولى حتى التخرّج، وهي الفترة التي يتم فيها نزع الولاء للوطن من قلوب الطلبة وتحوّلهم إلى الولاء القبلي أو الطائفي أو الحزبي، وخلق جيل كامل بلا قيم ولا أخلاق ولا نزاهة، وإلهاؤهم عن تعلّم شيء مفيد وعملي وفعّال بالتفاهات، بدلاً من تعلّم الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغات الأجنبية، والتطوع لخدمة المجتمع بلا مقابل.

كل المهتمين بالتعليم، ومنهم منتسبون الى وزارة التربية، حذّروا مجمعين من أن مخرجات التعليم في البلد متردية، وأن الوضع التعليمي بالكويت في أسوأ حالاته، بعد أن مرّ على طلبة مدارس الكويت حتى الآن أكثر من جيلين، وكانت معظم المخرجات متدنية علمياً، وسيئة أخلاقياً بتفشي الغش والتزوير.

فكم من جيل خرج إلى سوق العمل، وكم منهم تقلّد مناصب رفيعة وحتى حساسة، وكم منهم دخل مشرعاً لنا في مجلس الأمة، وكم منهم أسمعنا ألفاظاً ومفردات سوقية، وقام بتصرّفات حمقاء، وتقدم باقتراحات تدمّر ولا تعمّر.

حفظ الله الكويت، ورفع شأنها، وأصلح التعليم فيها، فانهيار التعليم دمارٌ للأمم.