تتصادم سيارتا أجرة في أحد شوارع القاهرة الرئيسية، فينزل السائقان للكشف عن الأضرار ثم يتبادلان الاتهامات، لتبدأ بعدها حفلة التشاتُم والتهديد والوعيد والدعاء المشترك للأمهات لمدة ثلاث ساعات إلا ربعاً، تتوقف خلالها السيارات خلفهما لمسافة لا تقل عن 38 كيلومتراً على الأقل بانتظار انتهاء الإشكالية المرورية، فلا هما تضاربا وانتصر أحدهما وانتهى الموضوع، ولا فيهما حكيم قال «المسامح كريم»، ليترك الشارع يسير وتقضي الناس المنتظرة مصالحها ومشاويرها.

هكذا هما إيران وإسرائيل تماماً، لهم قرابة ستة أشهر وهم «موقفين» حال المنطقة والعالم من ورائهما، هذا يهدد ويوعد، وذاك يرعد ويزبد، ونحن بالانتظار، إسرائيل تقتل عدة أفراد، إيران توقف السفن في «هرمز» و«باب المندب»، الصبر مفتاح الفرج، إسرائيل تقصف السفارة الإيرانية في دمشق، إيران تقصف إسرائيل بمسيّرات وصواريخ أبطأ من الدبابات، وآخرتها معاكم يعني؟!

Ad

مصالح المنطقة تعطلت وبانتظار نهاية فعالياتكم، فإمّا أن تعلنوا الحرب على بعضكم بشكل رسمي، مثل حروب بقية العالم المحترم والدول المتقدمة و«تسوونها رَقَهَ»، حسب مصطلح الخبير الجيواستراتيجي «بو رعد»، لتستحق فعلاً أن يُطلق عليها حرب عالمية ثالثة، عوضاً عن التهريج الجاري حالياً، وإلا كل واحد يشيل موتره على خرابه ويصلح حق روحه على حسابه، وفكونا من شرّكم.