اليوم تحسم نتائج الانتخابات لمجلس الأمة، وسيعلن عن الفائزين في 50 مقعداً في قاعة عبدالله السالم، التي تنتظر عودة الحياة لها مجدداً عبر جلسات نتمنى أن تحقق نقلة نوعية في الحياة الديموقراطية للبلاد، بتعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية دون صراعات ومشادات وتجاذبات أو إعلان حالة حرب بين الطرفين، تدخلنا في صدامات تعطل مصالح الناس، والأهم من ذلك هو تطهير النفوس بين النواب بعيداً عن الضرب تحت الحزام بين بعض الأطراف وتبادل الاتهامات ومحاولتهم عرقلة الخطوات الإصلاحية التي تمهد الطريق لإقرار كل ما يهم الشعب.

وعلى الحكومة أن تنأى بنفسها بالابتعاد عن الممارسات التي من شأنها المساهمة في التشنجات للدخول في أزمة جديدة تبدأ معها حالة الاحتقان، بالتالي فإن عملية اختيار أعضاء السلطة التنفيذية في التشكيلة القادمة يجب أن تواكب الأوضاع والتطورات الأخيرة في البلاد، وتضع بعين الاعتبار أصحاب الكفاءات القادرين على مواجهة الفساد والفاسدين والأدوات التي تعمل بالخفاء لتمرير أعمالها غير المشروعة في بعض الأجهزة الحكومية، فضلا عن العمل بمعيار إعطاء كل ذي حق حقه بعيداً عن المحاصصات والواسطات والمحسوبيات والشلليات التي تشهد بعض قروبات الوزراء السابقين الذين يعتقدون أن الجهة التي تتبع معزبهم هي بمنزلة عزبة خاصة يديرونها كما يشاؤون، وعلى النواب وضع تعهداتهم للشعب الكويتي خلال مرحلة الانتخابات خريطة طريق وبرنامج عمل يلتزمون به دون أن يحيدوا عن الصواب. وعلى المواطنين المتحلطمين عادة رصد كل المواقف النيابية ومحاسبة كل متخاذل من اليوم الأول بعد أدائه القسم، لأنه من السهل مواجهته في أكثر من موقع، حتى يعي جيداً كل من يحاول أن يتكسب على حساب المواطنين بأنه مكشوف، والكل يعلم حقيقته، وهو مجرد ممثل وكاذب ومخادع تلاعب بهم فترة الانتخابات.

Ad

إن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة بما تحمله من تركه ثقيلة لإنجاز العديد من الملفات التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر وأهمها الاستقرار والهدوء لأن الجميع مل من الصراخ وتحويل البرلمان الى حلبة لتصفية الحسابات والمواجهات التي تبدأ بتبادل الاتهامات وتنتهي بالموال نفسه، والمواطن كالعادة سيصبح ضحية ذلك وسيعيش الأحزان وسيصاب بالبؤس لأنه كلما تنفس الصعداء كانت صدمته أكبر بسبب مرحلة اللا استقرار وعدم الطمأنينة لعدم حصوله على حقوقه المشروعة.

آخر السطر: خمسون فائزاً لكن من سيكون الفائز الحقيقي في عيون الشعب... هذا ما ستكشفه الجلسات.