قالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، التي تصنفها الحكومة «بغير المرخصة»، إن الاتصالات التي أجرتها مع حركة حماس أخيراً تأتي في إطار «مواجهة الأطماع الصهيونية التي لا تقف عند حدود فلسطين، بل ممتدة باتجاه الأردن»، نافية صحة تقارير تتحدث عن اتصالات بين الجماعة و«حماس» وإيران لتصعيد التظاهرات الصاخبة التي جرت أخيراً في الأردن، والتي تخللتها أعمال شغب احتجاجاً على الحرب في غزة.

وحول الدعوات التي أطلقتها بعض القيادات في «حماس» لتحريك الشارع الأردني، بما في ذلك دعوة القيادي خالد مشعل الأردنيين «إلى الخروج بالملايين وبشكل مستدام»، اعتبر الناطق باسم «الاخوان» معاذ الخوالدة، لموقع CNN بالعربية، أن البعض حمل العبارة «ما لا تحتمل»، وأضاف: «تأتي هذه الدعوات في إطار استغاثة الأخ بشقيقه وليست في إطار التحريض»، وانتقد ما قال إنه «أصوات أساءت إلى حركة حماس»، ورأى أن أي ملاحظات على حماس وقياداتها أردنيا، يمكن معالجتها «بالحوار والتواصل المباشر معها».

Ad

ووصف الخوالدة، أحد القيادات الشابة في جماعة الإخوان المسلمين (ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي)، التجاوزات التي شهدتها بعض التظاهرات في محيط السفارة الإسرائيلية بـ«الأخطاء الفردية»، نافياً وجود «أي شكل من أشكال التواصل» بين جماعته وإيران.

وكانت الحكومة الأردنية، عبر المتحدث الرسمي باسمها مهند مبيضين، اعتبرت أن قيادات في حركة حماس تسعى إلى تأليب الأخيرة للرأي العام الأردني وإثارة مشاعره وعواطفه حيال الحرب على غزة.

وقال مبيضين، لموقع CNN بالعربية، إن الحكومة لا تستغرب وجود اتصالات بين «الإخوان» و«حماس» بسبب الرابط الأيديولوجي، مضيفاً: «نتمنى أن تكون هذه الاتصالات بما فيه الخير للأردن»، لافتا إلى أن الأردن لا مشكلة لديه مع أي قوى سياسية باستثناء أن «يتم المساس بالأمن الوطني واستقرار الأردن أو أن ينظر للأردن على أنه بلد قابل لأن ينجر إلى مستنقع الفوضى».

وكان رئيس مجلس الأعيان الأردني فايز المعايطة أكد في تصريحات تلفزيونية على قناة «المشهد» أنه وجه «رسالة واضحة للإخوان وحماس بعدم العبث بالأمن في الاردن»، وأنه حذر «الإخوان» بأنهم سواء ادركوا أو لا يحوّلون الأردن إلى ساحة حرب.

في غضون ذلك، أشاد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بجهود منتسبي القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في الدفاع عن حدود الأردن الشمالية والشرقية خلال زيارة للحدود أمس.

وفي معرض حديث العاهل الأردني مع أبناء البادية الشمالية، عبر عن اعتزازه بقوة المجتمع الأردني، ووعيه وتماسكه في وجه التحديات، مؤكدا أن «الوحدة الوطنية هي مصدر منعة الأردن وقوته، وهي الدافع لنا لمساندة الأشقاء أينما كانوا».