في عالَمِ الذرِّ القديمِ معانِ

عن سرِّ خلقِ اللهِ، بالإعلانِ

في سورةِ الأعرافِ أوضحُ آيةٍ
Ad


عن بِدءِ خلق اللهِ للإنسانِ

فهناك ميثاقٌ غليظٌ من بني الـ

إنسان جاء بمحكم القرآنِ

بحياتنا الأولى قُبَيلَ وجودِنا

كنا هنالك دونما أبدانِ

هي لقطةُ الميثاقِ في غيبِ العما

ءِ بها تبدَّتْ نظرةٌ لعيانِ

وبها تحدَّثَ ربُّنا لعباده

فبفِطرةٍ يحيا على الإيمانِ

وبفطرةٍ يرتاحُ في صلواتهِ

وبفطرةٍ يشتاقُ للإحسانِ

فغريزةُ الإيمانِ تنمو مثلما

ينمو الصغيرُ إلى تمامِ كيانِ

أخذَ المُعيدُ من البريَّةِ مَوثقًا

فكذاك كان العهدُ للديَّانِ

إذْ أشهَدَ الرحمنُ مجمعَ خلقهِ

أنْ لا سواهُ مُدَبِّرُ الأكوانِ

قد قدَّمَ اللهُ الدلائلَ كلها

إذ كان عهدَ الصدقِ والرضوانِ

نصبَ الأدلةَ للبصائر والنهى

كي لا يُماري مشركٌ ببيانِ

فالكلُّ سلَّمَ للمليك بأمره

لا لبسَ، لا إكراهَ في الإذعانِ

فأقام ربك حُجةً إذ إنهم

(قالوا: بلى) من غيرِما نُكرانِ

هم قد أقرُّوا قد (شهدنا) ربنا

لم يبقَ من عُذرٍ لذي كُفرانِ

كيلا يقولوا في القيامةِ: إننا

لم ندرِ عن قولٍ عظيمِ الشانِ

قد أودعَ اللهُ اليقينَ بهديِهِ

كيلا يجادلَ كافرٌ بلسانِ

إذ أخرج اللهُ الذراري بعدها

من صُلبِ آدمَ عبرَ كلِّ زمانِ

فتزاوجوا وتوالدوا وتكاثروا

والقلبُ بيتُ الخالق الحنَّانِ

فتوجَّبَ الإيمانُ باللهِ الذي

بعث الدُّعاةَ بكاملِ التبيانِ

قد جفَّت الأقلامُ بعد مدادِها

لم يبقَ من قولٍ لذي بُهتانِ

صلى عليك الله يا خيرَ الورى

يا دُرَّةَ الأرواحِ في الأزمانِ

يا أكملَ الخُلُقِ الكريمِ ورحمةً

للعالمين غدت بكلِّ مكانِ

* ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 172]