أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الخميس رؤية دول المجلس للأمن الإقليمي التي بنيت أهدافها الاستراتيجية على استقرار دول المنطقة وازدهار شعوبها وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وقال البديوي في كلمة افتتح بها حفل الإعلان عن الرؤية إنه انطلاقاً من مواقف دول المجلس تجاه القضايا الإقليمية والدولية اعتمدنا في مجلس التعاون رؤية مستقبلية حيال الأمن الإقليمي تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

وأوضح أن الرؤية بنيت أهدافها الاستراتيجية على «الحفاظ على الأمن الإقليمي واستقرار دول المنطقة وازدهار شعوبها وتعزيز الأمن والسلم الدوليين».

Ad


وأضاف أن الرؤية تسعى أيضاً إلى بناء علاقات استراتيجية وشراكات إقليمية ودولية وضمان أمن إمدادات الطاقة واستقرار أسواق النفط وتعزيز الأمن البحري وحرية الملاحة البحرية والتصدي الجماعي لتحديات المناخ وتأمين موارد دول الخليج العربية الاقتصادية الحيوية والدفاع عنها وتهيئة فرص استثمارها لتعزيز قدراتها لتحقيق التنمية والتطور لشعوبها بما يعود بالنفع على تحقيق الأمن والسلم المستدام والرفاه إقليمياً ودولياً.

وأفاد بأن أبرز المحاور التي تضمنتها الرؤية محور الأمن والاستقرار والمحور الاقتصادي والتنموي ومحور البيئة والتغير المناخي لمواجهة العديد من التحديات والتهديدات من أبرزها التحديات الأمنية والتدخل في الشؤون الداخلية في دول المجلس ودول الجوار والتغييرات الجيوسياسية على المستوى الدولي والتحديات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأكد أن «الأمن الإقليمي ليس مجرد التزام سياسي بل هو التزام أخلاقي يجمعنا جميعاً»، مضيفاً أن «أمننا المشترك هو الأساس الذي نبني عليه آمالنا وأحلامنا لمستقبل أفضل فنحن في مجلس التعاون نؤمن بأن الحوار والتعاون والتنسيق واحترام وجهات النظر» تُعتبر من الأساسيات والدروع الحصينة لمواجهة التحديات كافة.

وأضاف أن مجلس التعاون يقف على أرضية ثابتة في سبيل دعم الأمن والسلم الدوليين وتعزيزهما، مشيراً إلى تأكيد قادة دول المجلس مراراً وتكراراً على التزام الدول الخليجية الراسخ بمواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية ليس فقط ضمن حدود منطقتنا بل على الصعيد العالمي، مشيراً إلى أن أحدث هذا التأكيد كان في قمة الدوحة.

وتابع البديوي «أن مساهمتنا في حل القضايا التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين تعد شهادة على عزمنا وإيماننا بأن السلام ليس مجرد غاية نسعى إليها وحسب بل هو الأساس الذي تقوم عليه رؤيتنا لمستقبل يسوده التعايش والتقدم المشترك عبر تعزيز دورنا الإقليمي والدولي متمسكين بالحوار كجسر للتواصل والتفاهم مع الحرص على توسيع آفاق التعاون مع كافة شركائنا حول العالم انطلاقاً من الإيمان بأن السلام الدائم يتطلب جهودا مشتركة وإرادة حقيقية وصادقة».

وأشار إلى أن دول مجلس التعاون أثبتت عبر العقود الماضية صدق نواياها والتزامها بهذه المبادئ والمواثيق والأعراف الدولية وكانت السمة الإيجابية هي بوصلة تفاعلها وتواصلها مع مجتمعها الإقليمي والدولي الأمر الذي جعل المجتمع الدولي يثق بها ويضعها في مكانة تقوم من خلالها بلعب أدوار أكبر متسلحة بصدق النوايا هذه والإيجابية في التعاطي والرغبة الصادقة والواقعية للحد من التصعيد وفك النزاعات وإيجاد حلول للصراعات والملفات والقضايا العالقة.

وشدد على ضرورة تنسيق المواقف بين دول مجلس التعاون تجاه القضايا الإقليمية والدولية الذي يعد ركنا مهما من أركان التعاون والتكامل بين دول المجلس وعاملاً أساسياً لرسم سياستها الخارجية الموحدة.

وبيّن أن المواقف المشتركة بين دول المجلس تستند إلى النظام الأساسي لمجلس التعاون ومبادئ القانون الدولي التي تحكم العلاقات بين الدول والتي تقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها السياسي ووحدة أراضيها ومواردها الطبيعية.

وأكد التزام دول المجلس بحل الخلافات بين الدول عبر المفاوضات وبالطرق الدبلوماسية والحوار ورفض استخدام القوة أو التهديد بها حرصاً على أمن المنطقة واستقرارها.

وذكر أن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من عدم استقرار حيث يرتبط ذلك بمبدأ المصير المشترك.

وأشار البديوي إلى أن إيمان دول التعاون بذلك ساهم بالتكامل السياسي والعسكري والأمني بين دول المجلس في استتباب الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي وأصبحت دول مجلس التعاون شريكاً موثوقاً لجميع الأطراف في العالم في المجال السياسي والأمني والاقتصادي كما أسهم بأن تكون دول المجلس مركزاً دولياً جاذباً للفكر والثقافة والعلم فضلاً عن الرياضة والفن «وهذا هو النموذج الذي يأمل مجلس التعاون في أن تصل إليه دول المنطقة والعالم».