رغم أننا في شهر الخير والعبادة والمودة والرحمة فإن كل هذه الصفات الحميدة انتزعت من قلوب البعض، الذين تفرغوا لتبادل التراشق والاتهامات والقذف والسب دون احترام لحرمة هذا الشهر الكريم، بل أصبحوا يزايدون على الآخرين بالوفاء والانتماء وغيرها من الكلمات التي يرددونها، لكن الأهم هو تطبيقها على أرض الواقع، وحب هذا الوطن بتفويت الفرصة على كل من يريدون الشر به وبأهله، وبمن يسعون إلى تفتيت الوحدة الوطنية وتشتيت الصفوف لمآرب أعظم وأكبر، وهنا لا تزال الفرصة مواتية لإعادة ضبط الأخلاق وإصلاحها إلا أن هناك من يكابرون ولا يعون تدخلهم في شؤون الآخرين، بل يمارسون أسوأ التصرفات بالتشويه والتشهير والضرب بكل الوسائل التي تحمل حقيقتهم المرة.

والمطلوب وضع خطة علاجية لإصلاح أمور هؤلاء وإعادتهم الى الطريق السليم، لعلهم يتداركون أخطاءهم، ويتجنبون سلوكهم السيئ، وهو أمر لا بد أن تعيه الأجهزة المختصة بوضع خطة لتحسين السلوكيات ووضع مبادئ تعلمهم الأخلاقيات من جديد، ويجب أن تمارس وزارة التربية دورها التربوي في هذا الجانب بمصاف التعليم حتى تخلق جيلا صالحا لا يتأثر بسلوكيات من فقدوا أخلاقياتهم التي أصبحوا يسوّقونها أمام الملأ بلا استحياء، بل يتفاخرون بذلك.

Ad

والأنكى من ذلك هناك من يصنفون حساباتهم بأنها الأبرز، وهي في الأساس مصدر لنشر البذاءة والشائعات وغيرها، فليس عيباً العودة عن الخطأ وتصحيح المسار وتجنب هذه الممارسات، وعلى بعض المرشحين الساعين لضرب خصومهم أن يحترموا عقول الناس، فكل شيء واضح ومكشوف، ومن العيب استخدام أدوات التحريض للوصول إلى مبتغاهم لإقصاء منافسيهم.

لأن الانتخابات يجب أن تمارس بسلوك أخلاقي بالدرجة الأولى لا بطرق ملتوية، فمن يصل الى البرلمان وهو مرتكب مثل هذه الأفعال لن يكون همه الشأن العام أو مصلحة البلاد والعباد بقدر تحقيق مآربه وأهدافه، وبالتالي سيعض من دعموه أصابع الندم، وسيتكرر سيناريو الندم والتحلطم.

لذلك على الناخبين عدم الانجراف وراء هؤلاء والحذر منهم، ومحاسبة كل من يسعى لذلك في إيصال رسالة واضحة في صناديق الاقتراع، وهي الكويت فوق الجميع باختيار من يحافظون عليها، ويحققون الاستقرار والطمأنينة بعيدا عن التجاذبات والتشنج والممارسات غير المقبولة والتجاوزات التي يروح ضحيتها الأبرياء.آخر السطر:

من يقرأ ما بين السطور سيكشف الأدوات، والعودة عن الخطأ ليس من الخطيئة.