تبنى مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى قراراً يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الحرب الإسرائيلية، حيث أحجمت الولايات المتحدة -الداعم الرئيسي لتل أبيب- عن استخدام حق النقض «فيتو» هذه المرة، في حين ألغى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن احتجاجاً على امتناع الأخيرة عن التصويت.

ويُطالب القرار الذي قدمه الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات والمطالبة بإزالة جميع العوائق أمام تسليمها.

وتم اعتماد القرار بموافقة 14 من أعضاء المجلس الـ15، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
Ad


ويطالب القرار الذي يحمل الرقم 2728 «بوقف فوري لإطلاق النار في غزة في رمضان تحترمه الأطراف ويؤدي إلى وقف ثابت ومستدام».

كما يدعو النص إلى «الإفراج الفوري وغير المشروع عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية»، ويُطالب «الطرفين بالامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي بشأن جميع الأشخاص المحتجزين».

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع إن اعتماد القرار رسالة لأهل قطاع غزة بأن المجموعة الدولية تشعر بآلامهم ولم تتخل عنهم.

وتابع «نريد أن تصبح فلسطين عضواً كاملاً وسيداً في الأمم المتحدة».

وخلال الجلسة نفسها، أخفق المجلس في اعتماد تعديل طلبته روسيا لإضافة عبارة «وقف دائم» لإطلاق النار.

وكانت روسيا والصين قد استخدمتا يوم الجمعة الماضي حق النقض لإسقاط مشروع قرار أميركي يدعو إلى وقف لإطلاق النار «في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن»، وهي صياغة وصفتها الدول العربية وموسكو وبكين بـ«المسيّسة والغامضة».

وقد سبق للولايات المتحدة أن عارضت بشكل منهجي مصطلح «وقف إطلاق النار» في قرارات الأمم المتحدة، وعرقلت 3 نصوص في هذا الإطار منذ بداية الحرب.

وقالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد في كلمتها خلال الجلسة إن بلادها لم تكن متفقة مع بعض الأعضاء على كل عناصر القرار لذلك لم تصوت لصالحه، مؤكدة في الوقت نفسه دعم واشنطن لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

وانتقدت غرينفيلد في كلمتها الصين وروسيا لأنهما «عاجزتان عن إدانة الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي»، حسب تعبيرها.

وأضافت أن حماس «منظمة إرهابية تنوي تدمير إسرائيل، ومجلس الأمن أخفق في إدانتها».

وبعد انتهاء الجلسة، قال مندوبو الدول غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن خلال مؤتمر صحفي إنهم يأملون أن تلتزم جميع الأطراف بتنفيذ القرار الدولي لتخفيف المعاناة في غزة.

غضب إسرائيلي

ورداً على القرار، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو ألغى زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن بعد امتناعها عن التصويت على القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي.

من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الامتناع الأميركي عن التصويت على قرار مجلس الأمن «لا يُمثّل تحولاً في سياستنا»، موضحاً «لم نصوت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس».

وأضاف كيربي «إذا قرر الإسرائيليون عدم القدوم إلى واشنطن بسبب تصويت مجلس الأمن فسنستمر في التواصل معهم لإيصال آرائنا».

وقال البيت الأبيض إن قرار الحكومة الإسرائيلية عدم إرسال وفد إلى واشنطن لتبادل الآراء بشأن العملية المزمعة في رفح «مخيب للآمال».

من ناحية أخرى، رحبت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بقرار مجلس الأمن، ودعت المجلس إلى الضغط على الاحتلال «للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا».

وأكدت الحركة ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يؤدي لانسحاب جميع قوات الاحتلال وعودة النازحين، كما أكدت استعدادها للانخراط في عملية لتبادل الأسرى فوراً تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين.

وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات منظمات دولية من المجاعة -ولا سيما في شمالي القطاع- جراء تقييد الاحتلال دخول المساعدات.