في حين بدأت سخونة الحملات الانتخابية ترتفع في الولايات المتحدة استعدادا لانتخابات نوفمبر المقبل، قدمت إدراة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تواجه تحدياً كبيرا في الشرق الاوسط، التزامين خارجيين في أوروبا وآسيا، متعهدة بعدم السماح بسقوط اوكرانيا، وبالدفاع عن حلفائها في بحر الصين الجنوبي في حال تعرضهم لأي هجوم من الصين.

وبالتزامن مع إعلان روسيا أن قواتها سيطرت على بلدة أورليفكا الواقعة عند خط الجبهة في شرق أوكرانيا، على بعد 4 كيلومترات غرب أفدييفكا التي سيطرت عليها قبل اسابيع، محققة تقدماً جديداً، تعهد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس بألا تسمح الولايات المتحدة بسقوط أوكرانيا، في حين لا يزال الكونغرس يعرقل الإفراج عن مزيد من المساعدات، وتعاني قوات كييف نقصا في الذخيرة، وسط جو من الخلافات والشكوك حول سبل المضي في دعم كييف بين الحلفاء الغربيين.

Ad

وقال أوستن لصحافيين خلال افتتاح اجتماع في قاعدة رامشتين الاميركية في ألمانيا للداعمين الدوليين لأوكرانيا إن «الولايات المتحدة لن تسمح بسقوط أوكرانيا»، مؤكدا «نحن مصممون على تزويد أوكرانيا بالموارد التي تحتاج لها لمقاومة عدوان الكرملين».

وتأتي تصريحات أوستن وسط تخوف لدى الكثير من المراقبين أن الكفة العسكرية باتت تميل لمصلحة موسكو، التي ردمت بعض الثغرات التي عاناها جيشها في العام الاول من الحرب، وباتت في ظروف ميدانية افضل بكثير من اوكرانيا، خصوصا من ناحية القدرات البشرية واحتياطات الذخيرة.

وتعهدت الدول الاوروبية باستمرار مساعدة ودعم اوكرانيا بكل ما تحتاجه، لكن خلف هذه اليافطة العريضة تظهر تباينات حول طرق المساعدة الفعالة لدعم اوكرانيا من جهة لضمان ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي فاز لتوه بولاية جديدة لست سنوات عن تكرار عمليته الخاصة في اوكرانيا في دول اخرى مثل مولدوفيا او أي من دول البلطيق الصغيرة.

ودعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى عدم استبعاد ارسال قوات برية غربية الى أوكرانيا عمليا لتجنب سيناريو انهيار محتمل في الجيش الاوكراني الذي يقاتل بشراسة منذ عامين، ويتحمل خسائر بشرية ومعنوية كبيرة. لكن دعوته قوبلت بردود فعل غربية رافضة، وبموقف متضارب من موسكو التي حذرت من ان ارسال جنود غربيين الى المعركة قد يعني حربا نووية، لكنها تقول في الوقت نفسه، إن الجنود الغربيين موجودون بالفعل في اوكرانيا ويقاتلون الى حانب نظرائهم الاوكران.

الالتزام الذي أطلقه أوستن في اوكرانيا على بوابة اوروبا، تزامن مع التزام آخر تقدم به وزير الخارجية انتوني بلينكن الذي اكد خلال زيارة الى مانيلا تمسك الولايات المتحدة بالتزامها «الحازم» الدفاع عن حليفتها الفلبين في مواجهة أي هجوم مسلح في بحر الصين الجنوبي.

زيارة بلينكن الى مانيلا هي الثانية له منذ تولي الرئيس فرديناند ماركوس الحكم في 2022، والذي يعد مقربا الى واشنطن على عكس سلفه الذي كان منفتحا على بكين، وتأتي عقب حوادث وقعت في الفترة الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية، قرب شعاب متنازع عليها قبالة سواحل الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، وشملت حوادث تصادم.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مع نظيره الفلبيني إنريكي مانالو إن «هذه الممرات المائية ضرورية للفلبين وأمنها واقتصادها، لكنها مهمة أيضا لمصالح المنطقة والولايات المتحدة والعالم». وأضاف «لهذا السبب نقف مع الفلبين ونتمسك بالتزاماتنا الدفاعية الحازمة، بما في ذلك بموجب معاهدة الدفاع المشترك». ورداً على تصريحات بلينكن قالت الصين إن الولايات المتحدة «لا يحق لها» التدخل في بحر الصين الجنوبي.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان في مؤتمر صحافي روتيني بأن «الولايات المتحدة ليست طرفا في مسألة بحر الصين الجنوبي، ولا يحق لها التدخل في قضايا بحرية بين الصين والفلبين».

وأكد المتحدث أن «التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والفلبين ينبغي ألا يضرّ بسيادة الصين وحقوقها ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي، بل أكثر من ذلك، يجب تقليل استخدامه لتوفير منصة لمطالبات الفلبين غير القانونية».

وأضاف أن «الصين ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع بحزم عن سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية، ودعم السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي».

واتهمت بكين واشنطن باستخدام الفلبين «بيدقا» في الخلاف بشأن بحر الصين الجنوبي وشعاب أخرى.

وقبيل وصوله الى مانيلا أعلنت واشنطن عن استضافتها قمة ثلاثية الشهر المقبل بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس ماركوس ورئيس الحكومة اليابانية فوميو كيشيدا، للدفع باتجاه «رؤية مشتركة لمنطقة محيط هندي ــ هادئ حرة ومفتوحة»، حسبما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين.