السادة والسيدات عائلة الفقيد الكبير محمد عبدالرحمن الشارخ... المحترمون:
لشدّ ما أحزنني خسارة الأخ والصديق الكبير محمد عبدالرحمن الشارخ، الذي شكَّل بحق قامة كويتية وعربية متنورة وفاعلة كبرى.
لقد كان، يرحمه الله، في أعماله وتطلعاته ورؤيته وتراثه صاحب تأثير عميق ومفيد لجميع العرب والمسلمين. وها قد أصبحنا نرى ونقدِّر اليوم أهمية مبادراته وابتكاراته، وندرك أهمية ما قام به من أعمال جليلة وغير مسبوقة، حيث كان له الفضل في إدخال اللغة العربية والحرف العربي إلى عالم الحواسيب، وحيث أسهمت أعماله الباهرة في وضع العرب والمسلمين لكي يصبحوا على مسارات التطور الإلكتروني الحديث والدخول إلى العالم السيبراني، وبالتالي في قلب التطور الكوني الكبير الذي حوَّل العالم إلى قرية كونية إلكترونية واحدة.
الحقيقة أن ما قام به هذا الراحل الكبير، وما قدَّمه للأمتين العربية والإسلامية، يمكن اعتباره بمنزلة فتح تقني كبير وغير مسبوق، حيث تمكَّن من ابتكار القواميس والحواسيب وبرامج الأرشفة، وكذلك من تطوير القارئ الآلي والترجمة الآلية، وفتح الذاكرة العربية على مصراعيها، لتكون بمتناول القارئ العربي. وهذا كُله ما كان يمكن أن يحدث لو لم يكن لراحلنا الكبير تلك الرؤية الواسعة والمبادرات الشجاعة والهمّة العالية التي لا تكلّ ولا تتعب من أجل مساعدة الناطقين بالعربية، وكذلك الناطقين باللغات التي تستعمل الحرف العربي، على الدخول إلى قلب العصر الإلكتروني والحاسوبي الحديث.
الراحل الكبير محمد الشارخ هو واحد من كبار رجالات العرب والمسلمين في التاريخ الحديث، وهو بعمله وتأثير أعماله لا يقلّ عن كبار رجالات العرب والمسلمين في التاريخ، لذلك ستبقى ذكراه حيَّة ونديَّة في ذاكرة ووجدان جميع العرب والمسلمين، وسوف يستمر، بإذن الله، في أن يكون نموذجاً يُحتذى لدى الأجيال القادمة.
نسأل الله تعالى أن يرحم فقيدنا الغالي، وأن يُسكنه الفسيح من جناته.
و«إنا لله وإنا إليه راجعون».