كل عام وأنتم بخير في شهر الخير الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، ففي رمضان تغسل القلوب وتنقى النفوس وتتصافى الخلافات، ويتبادل الجميع الزيارات، وتفتح الأبواب المغلقة لتصبح عامرة باستضافة الجميع، وتعود فيه أيضا العادات والتقاليد التي بدأت تتلاشى عند البعض، كما تصبح القيم أكثر حضوراً لأن للصيام فوائد كثيرة في ضبط النفس والتحلي بالصبر بعيداً عن أصحاب المزاجية الذين يشتاطون غضبا لأسباب نفسية غير واقعية، وهو الأمر الذي يتطلب الحنكة والحكمة في التعامل مع بعض المرشحين الذين سيطرقون كل باب بحجة تقديم التهنئة التي كانت مفقودة لديهم في رمضان السنوات السابقة، لأنها محصورة فقط في مجاميعهم من الطبقة الأولى.

ويجب ألا يتحول النقاش إلى صراخ حتى لا يتعكر المود في هذه الأيام الجميلة، فيمكن تلاشي برامج الخيال الانتخابية والأحاديث الطويلة بالصمت أو الإشارة بعد الانتهاء من الضيافة، وعلى أصحاب غبقات التباهي والموائد التي تكون نهايتها الحاويات أن يحصروا مبالغها لتوجيهها في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين، لأن هناك محرومين من رغيف خبز، بينهم إخواننا في غزة الذين يتجرعون أشد أنواع الاضطهاد والقتل والوحشية الصهيونية.

Ad

إن هذا الشهر الكريم فرصة أيضا لمراجعة النفس وتطهيرها من الذنوب والمعاصي، والتفكير بالنعم والخيرات التي نمتاز بها عن غيرنا، والتعاون والتعاضد والتكاتف والتلاحم من أجل هذا الوطن الذي يحتاج منا رد الجميل له بدون عنصرية أو فئوية أو طبقية أو مذهبية، وعلى البعض الابتعاد عن إثارة الخلافات والفتن، وعلى المرشحين ممارسة دورهم وفقا لاحترام عقول الناس دون دغدغة المشاعر أو إظهار البطولات الوهمية والكلام المكرر الذي نسمعه عادة في جولاتهم الانتخابية.

وعلى الأذناب التي تعمل على إثارة القضايا الخلافية بين بعض الأطراف المتنافسة أن يبتعدوا ويتعظوا ويتوبوا لعلها فرصة لهم في هذه الأيام المباركة حتى لا يستمروا في أخطائهم التي ستوقعهم يوما ما في شرها.

آخر السطر:

على بعض المرشحين عدم الانجراف والكذب في الوعود، خصوصاً أننا في شهر فضيل.