يتضارب مضمون اللغة الدبلوماسية مع لبنان، فرسائل التهدئة والطمأنة لا تزال تصل إلى المسؤولين، آخرها ما نقله الأميركيون لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالإضافة إلى تحديد موعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين غدا الاثنين الذي يأتي حاملاً مقترحاً مكتوباً حول رؤيته للحل.

أما البعض الآخر من الرسائل فيغلب عليه طابع التشاؤم في إطار متابعة ملف تطورات الوضع على الحدود الجنوبية للبنان بين حزب الله وإسرائيل. إذ انتقلت الرسائل التي تصل إلى لبنان من نطاق التحذير والنصح في سبيل تخفيف المواجهات والذهاب إلى حوار سياسي نحو مرحلة جديدة لا تخلو من إبداء القلق والخوف من احتمال اندلاع مواجهة واسعة.

Ad

تكشف مصادر متابعة، أنه في الأيام الماضية، قد زار مسؤولون غربيون على صلة بمتابعة الملف اللبناني إسرائيل، وعقدوا اجتماعات مع المسؤولين هناك في سبيل البحث عن تخفيف التوتر.

وتكشف مصادر متابعة أن هؤلاء المسؤولين نقلوا رسائل واضحة إلى لبنان بأن الأجواء في إسرائيل تصبح أكثر سلبية وأن مهلة الوصول إلى اتفاق سياسي بدأت تضيق جداً، خصوصاً ان الإسرائيليين غير قادرين على تحمل استمرار المواجهات واستمرار تهجير سكان المستوطنات الشمالية بدون القيام بأي ردة فعل. وتشير المعلومات إلى أن الإسرائيليين يعبرون عن استياء كبير من الضغط الذي يتعرضون له من سكان هذه المستوطنات وقد يكونون أمام خيار الأمر الواقع بتنفيذ عمليات واسعة في لبنان لتبرير القدرة على إنجاز أي اتفاق يعيد السكان إلى منازلهم.

وتضيف المصادر، أن الرسائل التي نقلت تشير إلى أن تل أبيب مصرة على تحقيق أهدافها إما بالسلم وعبر المفاوضات الدبلوماسية وإما بالحرب، وأن خيار الحرب يتقدم. في المقابل لبنان يؤكد أنه لا يريد الحرب وبحال تم الوصول الى هدنة في قطاع غزة، فإن حزب الله سيلتزم بالهدنة ويوقف إطلاق النار. لا أحد يمتلك جواباً واضحاً إذا كانت اسرائيل ستلتزم بدورها في وقف توجيه الضربات لحزب الله، لكن هناك تخوفاً فرنسياً وبريطانياً وأميركا من أن إسرائيل قد لا تلتزم بذلك، لا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاجة للبقاء في حالة حرب، بالتالي قد يجد مخرجاً لذلك بالاستمرار في مناوشاته أو مواجهاته مع حزب الله في لبنان.

هناك من يعتبر أن اي اتفاق سيتم الوصول اليه في لبنان، لا بد أن يسبقه تصعيد ميداني، وهذا التصعيد قد لا يكون حرباً شاملة أو واسعة مشابهة لحرب 2006، إنما من خلال توسيع العمليات العسكرية والغارات بالمعنى الناري أي تكثيفها، وبالمعنى الجغرافي من خلال استهداف مناطق لم يتم استهدافها من قبل.

كما تشير المعلومات إلى أن إسرائيل ستبقى مستمرة بسياسة الاغتيالات وآخرها عملية الناقورة أمس السبت التي استهدفت فيها مسؤولاً فنياً عن الصواريخ في حزب الله.

حزب الله لا يزال يحافظ على قواعد الاشتباك، لكنه يضع خطوطاً حمراء واضحة، وقد أوصل رسائل بهذا الصدد كان آخرها من خلال استهداف الطائرة المسيرة «هرمز» وإسقاطها بسلاح جديد، بالإضافة إلى إرسال طائرة مسيرة الخميس إلى حيفا، وهو يقول من خلال ذلك إنه قادر على توسيع العمليات وقادر على استهداف مناطق حيوية في إسرائيل في حال حصل تصعيد، خصوصاً انه لديه بنك معلومات حول أهداف موجعة ومدمرة للإسرائيليين، بما فيها أهداف نفطية كأنبيب النفط أو المنصات العائمة.

من بين الخطوط الحمر التي يرفعها الحزب أيضاً، هي عدم استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، لأن ذلك ستكون له حسابات مختلفة بالمعنى العسكري.