هي عظمة القلم والكلمة تتجلى بشموخِ منارةٍ أدبية لامعة، تجسدت في كاتبٍ شاب لطالما فاضت روحه بوحي الكلمات، ليسمو بعقله على قيود الواقع الخانقة بفيض الأحلام ونور القلم، ليجد في ذلك بحراً من حبر العطاء لقلمه الكريم الذي سطر به العديد من المؤلفات الروائية الأدبية الراقية المُنطلقة من شُعلة إيمانه الساطعة بأنه لولا الأحلام لماتت عقولنا اختناقا بما يفعله الواقع.

ليحظى من خلال أعماله ومؤلفاته الأدبية بحضور لافت ومؤثر في نفوس المُتلقين، من خلال كل روايةٍ وكل لقاء معه، وكذلك على جميع منصات التواصل الاجتماعي، التي تميز بها لكونه مصدراً للإيجابية والتحفيز والإلهام، الأمر الذي نال من خلاله جماهيرية كبيرة تقرأ فكره الشاب النيٍّر وقلمه المعطاء وتتفاعل مع أحلامه السامية.

لكنه لم يستطع بأحلامه أن يمنع الواقع من أن يُنفذ المشيئة الإلهية العادلة، ها هي كفّ القدر تختبر ثبات هذه الظاهرة الأدبية الذي كان له من اسمه أوفر الحظ والنصيب، فكان مشعلا للعقول، ونورا للقلوب الشابة، وها هو يُبتلى بفقد أخيه الذي لطالما كان يشد عضده به، وتسرق منه سببا عميقا وكتفا رفيقا وقلبا صادقا صديقا.

Ad

لكن هذه هي حال الحياة مع الأقوياء تختبرهم بأعظم الابتلاءات، ولا شك أن أعظم ما يُبتلى به قلب المرء هو الفقد، وما بين الفقد والصبر تتجلى قوة الإيمان، وها هو الكاتب الرائع الشاب مشعل حمد يبرهن إيمانه الراسخ في قلبه، الذي يحتضن بين ثناياه طيف فقيده الراحل.

لم تنل هذه المحنة من صمود هذا المشعل الساطع ولا حتى من قلمه، ولم تزده في إيمانه إلا صبرا وصمودا، رغم أن حظه من النسيان قليل، وأن مراقبته اليومية لأخيه الراحل لم تستأنفها مشاركاته في المعارض الدولية ولا المحافل الأدبية، ولا حتى الكتابة التي استمد منها اليقين بالله ليمضي الحياة بين صفحات اللهم وآمين.

قريبا ستمطر وستستمر أيامه لتُزهر بالعطاء، لربما أن من رحل من أحبتنا يعزُّ عليهم أن يَروا حُزننا عليهم عجزاً وقلّة حيلة، وهذا ما يدفعنا للاستمرار والصمود، بالكويتي «مشعل حمد قدر يسوي اللي محد قدر يسويه وأفعاله تشهد».