تاريخ الكويت الاقتصادي والتجاري تأسس بسواعد أبناء الكويت الشرفاء بالتعاون مع حكامنا آل الصباح، حفظهم الله ورعاهم، فلهم كل الطاعة والولاء.

وكان لتجار الكويت الدور الأساسي في التجارة والاستيراد قبيل ظهور النفط والانتعاش المالي للبلاد، بدءا بالبحث عن اللؤلؤ حتى ظهور الذهب الأسود الثمين والشركات الخاصة برؤوس أموال ضخمة، وبذل هؤلاء التجار جهداً كبيراً في بناء البلد تجارياً وعمرانياً وأكاديمياً وسياسياً، فمنذ القدم كان عملهم دؤوباً في توفير فرص عمل للناس الذين كان رزقهم الأساسي الغوص على اللؤلؤ وصناعة السفن وغيرها من مهن.

Ad

وتمكن تجار الكويت بجهود شخصية من إنجاز الكثير من الصفقات مع الهنود، لتمويل جزء كبير من حاجات الخليج العربي، بتوفير الأقمشة والمواد الغذائية الأساسية كالأرز والتوابل وغيرها من حاجات، وكانت الكويت ميناءً حراً، فانتعشت في تلك المرحلة تجارة الذهب الذي أحضره التجار إلى الكويت وبغداد من الهند، ولا ننسى طبعاً دور التجار الصغار أو الحرفيين في خدمة المواطنين، فكانوا أصحاب مهن كالنجار والحداد والخباز وساقي الماء والخراز وغيرها من المهن الشريفة التي سهلت الحياة آنذاك وساعدت في العيش الكريم.

وكان للتجار دور بارز في التعليم المبكر في الكويت، فأنشأوا المدرسة المباركية سنة 1912 بتبرع منهم وهي أول مدرسة نظامية في الكويت، بل في دول الخليج قاطبة، وتُدرس فيها اللغة العربية والقرآن والحساب.

أما في المجال السياسي فكانت الكويت من أولى الدول العربية في حكمها الديموقراطي بسبب العلاقة الوطيدة بين أسرة الحكم والشعب من خلال الشورى فيما بينهم، ووجود الدواوين، وكان للتجار دور في الشورى واتخاذ الكثير من القرارات التي تخص البلاد والعباد، وكان لهم أيضاً دور في تأسيس الكثير من مجالس الشورى في عهد الشيخ أحمد الجابر، رحمه الله، فجميع الأعضاء كانوا من التجار الكويتيين وأهل العلم والمعرفة، لكن هذه المجالس لم تبق طويلاً حيث استقلت الكويت في عهد شيخ الدستور الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، فتأسس مجلس الأمة.

وما زال دور التجار الشرفاء بارزاً في تنمية الكويت اقتصادياً وسياسياً وتعليمياً بمباركة آل الصباح الكرام الحكام، ومن ينكر هذا الدور فهو إما يجهل التاريخ الحقيقي للبلد أو جاحد.