ارتفعت أسعار النفط قليلاً أمس، وسط مخاوف من أن يؤدي التوتر في الشرق الأوسط لتعطيل الإمدادات، لكن الغموض، الذي يكتنف وتيرة التخفيضات التي قد تعلنها بنوك مركزية لأسعار الفائدة وتأثير ذلك على الطلب على الوقود حدّ من المكاسب.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 30 سنتاً إلى 82.30 دولاراً للبرميل. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 31 سنتاً إلى 77.23 دولاراً للبرميل.

Ad

وكانت أسعار النفط مستقرة تقريباً في تعاملات الاثنين، بعد أن صعدت 6 في المئة الأسبوع الماضي.

لكن التوقعات إزاء مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة حدت من مكاسب النفط. وقال بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك، إن مسحه لتوقعات المستهلكين لشهر يناير أظهر أن توقعات التضخم بعد عام وخمسة أعوام من الآن لم تتغير، مع بقاء كليهما فوق المعدل المستهدف لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) البالغ 2 في المئة.

وإذا أدت المخاوف إزاء التضخم لتأخير تخفيضات المركزي الأميركي لأسعار الفائدة، فقد يؤدي ذلك إلى تقليص الطلب على النفط عن طريق إبطاء النمو الاقتصادي.

من جانبه، قال هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس إن قرار السعودية تأجيل خطط زيادة طاقتها الإنتاجية لا ينبغي تفسيره على أنه تقييم بأن الطلب على الخام يتراجع.

وقال الغيص لـ«رويترز» في دبي على هامش القمة العالمية للحكومات: «أولاً أريد أن أكون واضحاً أنني لا أستطيع التعليق على قرار سعودي... لكن هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يساء تفسيره على أنه وجهة نظر بأن الطلب يتراجع».

ووجهت الحكومة السعودية في 30 يناير الماضي شركة النفط الحكومية «أرامكو» باستهداف طاقة إنتاجية مستدامة قصوى عند 12 مليون برميل يومياً أي أقل بمقدار مليون برميل يومياً عن الهدف المعلن في عام 2020 الذي كان من المفترض الوصول له في 2027.

وقالت مصادر لـ«رويترز»، إن تراجع المملكة المفاجئ عن خطتها للتوسع في إنتاج النفط كان قيد الإعداد على مدار ستة أشهر على الأقل وبناء على تقييم وجد أنه لم تكن هناك استفادة مادية من الكثير من الطاقة الفائضة للمملكة.

وقال الغيص: «إننا نؤكد ما نُشر في أحدث توقعاتنا ولدينا اعتقاد راسخ بأنها توقعات قوية».

ومن المقرر أن تصدر أوبك نسخة 2024 من التوقعات في وقت لاحق هذا العام، وقال الغيص إنه سيتعين علينا «الانتظار» حتى سبتمبر أو أكتوبر عندما يحين موعد إصدارها لمعرفة ما إذا تغيرت التوقعات.

وأضاف: «لكننا نعتقد حالياً أن تقديراتنا صحيحة وقوية جداً»، وتابع: «كثير من الدول في العالم تتراجع وتبطئ وتعيد التفكير في أهدافها الخاصة بتحقيق صفر انبعاثات... وهذا سيخلق المزيد من الطلب على النفط على المدى الطويل».

ولفت الغيص إلى أن طبيعة تخفيضات الإنتاج التي تنفذها أوبك+، التي تضم الدول الأعضاء في أوبك وحلفائها ومنهم روسيا، وكونها طوعية تعكس مرونة المنظمة.

واستطرد: «في الوقت الحالي ربما تكون هذه هي الطريقة الأنسب»، واستكمل «الخفض الطوعي هو قرار سيادي من دولة ما لتعديل إنتاجها. إنه يظهر المرونة المتأصلة في نهجنا وأن لدينا عدداً من الوسائل والسبل لتحقيق استقرار في السوق».