تحيي السفارة الأوكرانية في البلاد السبت المقبل ذكرى «مجاعة هولودومور»، أحدى أسوأ الكوارث في التاريخ الأوكراني، وأحد أسوأ معالم فترة حكم ستالين، حيث تُشير التقديرات إلى أن ما بين 2.2 و 3.5 مليون قد ماتوا في هذه المجاعة في الموسم الزراعي 1932 - 1933، كما أن البعض يطرح أرقاماً أعلى من ذلك بكثير.

وفي هذه المناسبة، تحدّث السفير الأوكراني لدى البلاد أولكسندر بالانوتسا لـ «الجريدة» عن هذه المناسبة وقال «حسب تعريف الأمم المتحدة، فإن الإبادة الجماعية تعني قتل أعضاء الجماعة، بغض النظر عن الوسائل المستخدمة».

أضاف «في 15 نوفمبر الجاري، أطلقت روسيا 96 صاروخاً و 12 طائرة من دون طيار لتدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ولتدمير منازل والأوكرانيين، وتركت هذه الضربات الضخمة ما يقرب من 10 ملايين أوكراني من دون كهرباء وتدفئة واتصالات، وحدث ذلك في نفس اللحظة عندما كان الرئيس فولوديمير زيلينسكي يخاطب قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا لعرض 10 خطوات للسلام».

Ad


وتابع بالانوتسا «قبل 90 عاماً، مات ملايين الأوكرانيين جوعاً بسبب المجاعة المصطنعة التي سببها نظام ستالين، اليوم، وبصفتها ضامناً للأمن الغذائي العالمي، صدّرت أوكرانيا بالفعل أكثر من 11 مليون طن من الحبوب إلى 43 دولة منذ إطلاق (اتفاق الحبوب)، وفي الآونة الأخيرة، أطلق الرئيس زيلينسكي برنامجاً إنسانياً بعنوان (حبوب من أوكرانيا)، لتوفير الحبوب الأوكرانية لما لا يقل عن 5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم بحلول صيف عام 2023، ونحن نفعل ذلك لضمان بقاء الناس في جميع أنحاء العالم على قيد الحياة من لعبة الجوع الروسية».

ولفت إلى أنه «هكذا تبدو الإبادة الجماعية: القتل الجماعي بسبب المجاعة أو نقص الطاقة أو الصواريخ، ومع ذلك، حتى الآن، لا تدافع أوكرانيا عن نفسها فحسب، بل تدافع عن المنطقة بأكملها، عندما يتعلق الأمر بالأمن الغذائي، فإن أوكرانيا تدافع عن العالم بأسره».

وختم السفير الأوكراني كلامه متسائلاً: «متى يسود السلام؟ تتم مناقشة هذا السؤال في دوائر عدة (سياسية، دبلوماسية، فكرية)، الشيء الوحيد الذي يجب أن تعرفه هو أن روسيا ليست مهتمة بمفاوضات حقيقية، يستخدم المسؤولون الروس الدعوات لإجراء محادثات سلام كستار دخان لاستمرار العدوان والجرائم، فقط الانسحاب الكامل للقوات الروسية واستعادة وحدة أراضي أوكرانيا هما اللذان سيمهدان الطريق لسلام حقيقي».