أعلنت محكمة الانتخابات العليا في السلفادور، في وقت متأخر مساء أمس الأول، أن رئيس السلفادور الحالي نجيب أبوكيلة على وشك تحقيق فوز واضح في الانتخابات الرئاسية، بحصوله على نسبة تقل قليلا عن 83% من الأصوات.
وكان أبوكيلة (42 عاما) أعلن بالفعل فوزه في الانتخابات الرئاسية بالدولة الواقعة في أميركا الوسطى خلال عملية فرز الأصوات، ورغم أنه بموجب الدستور لا يسمح له نظريا بالترشح لولاية ثانية في المنصب.
ويحظر دستور السلفادور، في الواقع، إعادة انتخاب الرئيس لفترتين متتاليتين، ومع ذلك وافق القضاة الدستوريون الموالون للحكومة على ترشيح أبو كيلة لولاية أخرى مدتها خمس سنوات. وللتحايل على الحظر، يتعين على رئيس الدولة فقط أخذ إجازة لمدة 6 أشهر، حتى يوم التنصيب المخطط له في أول يونيو المقبل.
وقال أبوكيلة، عبر صفحته على «إكس»، إن حزبه «نويفاس آيدياز» (أفكار جديدة) فاز أيضا بـ 58 مقعدا على الأقل من مقاعد البرلمان البالغ عددها 60 مقعدا، واحتفل آلاف المؤيدين بفوز أبوكيلة أمام القصر الوطني في العاصمة سان سلفادور.
وتمت دعوة نحو 6.2 ملايين مواطن للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، من بينهم 741 ألف سلفادوري يعيشون في الخارج.
وفي مؤتمر صحافي، رفض أبو كيلة الاتهامات بأن بلاده تخضع لحكم استبدادي وسجن الأبرياء بشكل جماعي.
وقال الخبير السابق في مجال الإعلانات: «كانت السلفادور عاصمة القتل في العالم»، مضيفا أنها الآن أكثر الدول أمانا في نصف الكرة الغربي، وأن نتيجة الانتخابات تعبّر بوضوح عن إرادة الشعب السلفادوري.
وكان من المتوقع أن يشق أبوكيلة طريقه نحو إعادة انتخابه بأمان، حيث أشارت استطلاعات الرأي قبل التصويت إلى أنه من المرجح أن يعود إلى منصبه بأغلبية كبيرة.
واعتبرت حملته القمعية الناجحة والمثيرة للجدل على العصابات الإجرامية التي روعت سكان الدولة لعقود مفتاحا لنجاحه الانتخابي المتوقع. ومع انخفاض الجريمة، ارتفعت شعبية أبوكيلة.
لكن النقاد يحذرون من تحوّل استبدادي متزايد اتخذه رئيس البلدية السابق للعاصمة سان سلفادور، ويشيرون إلى سياسات غير ديموقراطية، مثل تقييد الحقوق المدنية والاعتقالات التعسفية وتآكل الفصل بين السلطات. وغالبا ما يسخر أبوكيلة من منتقديه وفي بعض الأحيان وصف نفسه بأنه «أروع دكتاتور بالعالم» في صفحته على «إكس».
ويعيش شعب السلفادور، أصغر بلد في أميركا الوسطى، في ظل حالة الطوارئ منذ نحو عامين. وخاض 6 مرشحين للرئاسة انتخابات أمس الأول الأحد، دون وجود منافس حقيقي لأبي كيلة.
ولم يحصل المرشح الرئاسي لـ «جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني» مانويل فلوريس ولا جويل سانشيز من «أرينا» إلا على أقل من 5% لكل منهما في استطلاعات الرأي قبل تصويت أمس الأول.
يشار إلى أن «الكونغرس» في السلفادور، الذي يهيمن عليه الحزب الحاكم، قام في يونيو من العام الماضي بتخفيض عدد مقاعده من 84 إلى 60، وتغيير طريقة حساب توزيع المقاعد، وينحاز القانون الانتخابي الآن لحزب الأغلبية عند منح المقاعد في البرلمان.