في محاولة للرد على سؤال كيف يفوز الرئيس الأميركي جو بايدن بولاية رئاسية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقررة العام الجاري، يقول هاري انتن، أحد كبار مراسلي شبكة «سي إن إن»، إن الرئيس الديموقراطي مطالب بالتركيز على أصوات المجمع الانتخابي، وعلى ولايات منطقة البحيرات الكبرى الشمالية، لموازنة تقدم منافسه دونالد ترامب في ولايات حزام الشمس الجنوبية.

وأظهرت استطلاعات الرأي تخلف بايدن عن ترامب في كثير من الأحيان، لكن انتن اعتبر أن ذلك لا يعني الكثير، فتحقيق نصر انتخابي يتطلب الفوز بأصوات المجمع الانتخابي في كل ولاية، لاسيما أن أغلب الولايات متأرجحة وتم حسمها بثلاث نقاط أو أقل في انتخابات العام 2020، وأغلبها حول البحيرات الكبرى كميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن أو على طول حزام الشمس كأريزونا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولينا.

Ad

ولتتم إعادة انتخاب بايدن عليه الفوز بجميع الولايات في كلا المنطقتين، مع فوزه أيضاً بباقي الولايات التي فاز بها في 2020، لكن يبدو أن الطريق الأسهل في هذه المرحلة للفوز بولاية ثانية يمر عبر منطقة البحيرات الكبرى وليس منطقة حزام الشمس.

هذا ما يؤكده استطلاعي الرأي اللذين نشرتهما شبكة فوكس نيوز الخميس الماضي، فقد تعادل بايدن وترامب في ويسكونسن، وهي ولاية فاز بها الرئيس بأقل من نقطة واحدة في 2020. وفي جورجيا، وهي ولاية أخرى فاز بها بايدن بأقل من نقطة واحدة قبل أربع سنوات، تقدم ترامب عن منافسه بفارق 8 نقاط.

وتعكس هاتان الولايتان نمطاً يسيطر على أغلب الاستطلاعات، حيث طالما تقدم ترامب على بايدن في أريزونا، بينما تبادل المتنافسان الصدارة في ولاية بنسلفانيا.

وكانت استطلاعات الرأي في نيفادا بشكل عام لمصلحة ترامب، في حين لم تكن إيجابية لبايدن في ولاية كارولينا الشمالية، لكن أضعف ولاية بالنسبة للرئيس الأميركي في معركته الانتخابية بمنطقة البحيرات الكبرى هي ميشيغان، رغم أنه حقق تقدماً طفيفاً هناك مقارنة بأي ولاية متأرجحة في حزام الشمس حيث كان أداؤه أفضل في ميشيغان بالنسبة للناخبين المحتملين مقارنة بالناخبين المسجلين.

اتجاهات وطنية

ويبدو واضحاً أن أداء بايدن في منطقة البحيرات الكبرى أفضل من أدائه بمنطقة حزام الشمس، وهو أمر منطقي جداً عندما تنظر إلى استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، إذ يحظى بايدن بدعم ضعيف للديمقراطيين بين الناخبين من أصل إسباني والسود على المستوى الوطني.

ويشكل الناخبون من أصل إسباني حصة غير متناسبة من الناخبين في أريزونا ونيفادا مقارنة بالمستوى الوطني، وهو نفس الشيء بالنسبة للناخبين السود في جورجيا وكارولينا الشمالية.

في المقابل، فإن المجموعة العرقية التي يميل بايدن للتمسك بها هي الناخبين البيض، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها (سي إن إن) و(نيويورك تايمز) و(كوينيبياك) أداء جيداً لبايدن مع هذه الفئة الديموغرافية كما في 2020.

وشكل الناخبون البيض ما لا يقل عن 80% من ناخبي 2020 في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وفقاً لاستطلاعات وبيانات مكتب الإحصاء الأميركي، في حين تتراوح نسبتهم بين 67% و71% على المستوى الوطني وفق نفس البيانات.

وتعد ميشيغان أكثر ولاية متأرجحة في منطقة البحيرات الكبرى حيث يشكل الناخبون البيض فيها أقل نسبة من الناخبين، وهو ما يفسر الأداء السيئ لبايدن وتراجعه فيها في 2024.

ومن المتوقع أن يقوم بايدن بزيارات أكثر إلى ميشيغان المعروفة بـ «ولفيرين ستايت»، كما فعل في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن لا يعني أنه يجب أن يعتمد فقط على الفوز في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. وبصرف النظر عن حقيقة تأخره في استطلاعات ميشيغان، عليه أن يفوز بالحد الأدنى في المجمع الانتخابي إذا فاز بهذه الولايات الثلاث بالإضافة إلى كل ولاية فاز بها بفارق 5 نقاط على الأقل في العام 2020.

والحصول على الـ 270 صوتاً في المجمع الانتخابي اللازمة لانتخابه رئيساً لا يترك لبايدن أي مجال للخطأ، خاصة إذا انتهى به الأمر بين الناخبين البيض بشكل أسوأ مما تشير إليه استطلاعات الرأي الحالية.

من ناحية أخرى، إذا تحسن أداء بايدن مع الناخبين من أصل إسباني أو السود، فقد تتحسن استطلاعاته في منطقة الحزام الشمسي. وأمام وجود عدة خيارات أمام بايدن في معركته الانتخابية، إلا أن الطريق الأسهل أمامه للحصول على 270 صوتاً انتخابياً يمر عبر الشمال، وليس الجنوب.