أكد وزير الصحة د. أحمد العوضي، أن التطور الهائل في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في القطاع الطبي، يُعد تحولاً جذرياً يحمل في طياته إمكانات لا محدودة لتحسين جودة الحياة.

وشدد العوضي، في كلمة له أمس خلال افتتاح المؤتمر الدولي الـ 16 حول «الذكاء الاصطناعي... تعزيز الصحة وتحقيق لمقاصد الشريعة الإسلامية»، الذي تنظمه المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، بمشاركة 17 دولة، على أهمية الوقاية والعلاج بكفاءة عالية وتكلفة مقبولة.

Ad

وذكر أن الصحة الرقمية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، أصبحت ركيزة أساسية لتطوير النظم الصحية والتعامل مع التحديات الطبية المعاصرة.

وأشار إلى أن المؤتمر ليس فقط منصة للحوار العلمي والتقني، وإنما فرصة للتأمل في كيفية توجيه هذه التقنيات نحو خدمة الإنسانية وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، مضيفاً أن الذكاء الاصطناعي بإمكانياته الهائلة يحمل الوعد بتعزيز الصحة العامة وحفظ النفس والنسل والمال والعقل والدين.

وأضاف وزير الصحة: «لا يمكننا تجاهل التحديات والمخاطر المصاحبة للذكاء الاصطناعي من استخدامات غير أخلاقية ومخاطر تهدد الأمن والسلام الإنساني حذرت منها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وخبراء الذكاء الاصطناعي أنفسهم، ما يحتم على المنظمة السعي لوضع ضوابط شرعية وصحية لضمان استخدام هذه التقنية دون أضرار».

وأوضح أن «ذلك المؤتمر الذي يأتي في هذا المنعطف العلمي الكبير في تاريخ البشرية يؤقت لفجر جديد، حيث الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح مستقبلنا، مشكلاً حدود الإنسانية الجديدة والحضارة القديمة».

الصحة الرقمية

من جانبه، قال رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية د. محمد الجارالله إن الصحة الرقمية، وفي القلب منها الذكاء الصناعي، تمثل أهمية قصوى لتقديم الخدمات الطبية وتطويرها بجناحيها الوقائي والإكلينيكي، وتعتبر من أهم التدخلات الطبية فاعلية مقارنة بتكلفتها المادية، طبقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وأضاف أن الصحة الرقمية ركيزة تطوير النظم الصحية، خصوصاً في الحوكمة والإدارة والشفافية المالية وتطوير القوى العاملة وتعزيز الصحة العامة والتعامل مع الوبائيات المستحدثة، لافتاً إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في الحوار الهادف الذي يجمع كبار الاستشاريين من الأطباء وخبراء التقنية الحديثة مع أهل الفقه والشريعة السمحاء لتطوير وتوجيه الذكاء الصناعي والصحة الرقمية لخدمة البشرية لتتفق الصحة الرقمية مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تمثل الغايات التي تراعيها الشريعة في أحكامها لتحقيق مصالح الناس.

وأوضح الجارالله أن المؤتمر يشدد على أهمية التمسك بأحدث ما وصل إليه الطب الحديث من تقنيات مفيدة للبشرية بطريقة تعزز منافعها، وتتجنب مفاسدها، التي حذَّر منها مئات الخبرات، حتى ممن اكتشفوا برامج الذكاء الصناعي نفسه.

وقال إن تحذير الأمين العام للأمم المتحدة من مخاطرها، ووصف بعض كبار العلماء بأن مخاطر الذكاء الصناعي أخطر من القنابل النووية، هو بيت القصيد من هذا المؤتمر، لنضع وثيقة إسلامية لعلها الأولى في العالم لتحدد الضوابط الشرعية والصحية اللازمة لإطلاق عنان التقنية دون الإضرار بمصالح العباد.

بدوره، أكد رئيس جامعة الأزهر د. سلامة داود ظهور العديد من الفوائد للذكاء الاصطناعي في مجال الطب، مشيراً إلى أن «هناك تخوفات مازلنا نضعها في الاعتبار، معظمها يتعلق بأخلاقيات التعامل وتحقيق المساواة بين الشعوب».

وأوضح داود أن انتشار الذكاء الاصطناعي في الطب، والاستخدام غير المنظم له يمكن أن يؤدي إلى إخضاع حقوق ومصالح المرضى للمصالح التجارية للشركات التكنولوجية، خصوصاً في المناطق النائية والفقيرة أو لمصالح الحكومات القوية.

وأضاف أن هذا الأمر يستوجب تضافر الجهود لإصدار وثيقة أخلاقية للذكاء الاصطناعي تستمد أصولها من التعاليم الإسلامية التي تسعى دائماً لحفظ مصالح البشرية، وتحقق أهداف التنمية المستدامة في القضاء على الفقر والجوع وحماية البيئة والمناخ وضمان تمتع السكان بالسلامة.