في مباراة ملحمية، كتب المنتخب السعودي أمس اسمه بحروف الإبداع في رابع انتصاراته بتاريخ مشاركاته بكأس العالم، والذي جاء هذه المرة على حساب الأرجنتين المنتخب المرشح الأبرز للفوز بالبطولة بقيادة أسطورته ليونيل ميسي، ليقلب الأخضر كل توقعات التأهل عن المجموعة الثالثة، ويتغلب على التانغو بهدفين لهدف.

وبعدما تأخرت السعودية بهدف سجله ميسي من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة، لملم المنتخب السعودي أوراقه وظهرت ملامحه الهجومية التي ترجمها رجاله بواسطة صالح الشهري وسالم الدوسري في الدقيقتين 48 و53، لتستمر المباراة على حالها حتى النهاية، ليحصد السعوديون 3 نقاط ثمينة في بداية مشوارهم المونديالي.

.وفي تفاصيل الخبر:
Ad


فجّرت السعودية واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ نهائيات كأس العالم، بفوز تاريخي على الأرجنتين ونجمها الخارق ليونيل ميسي 2-1، أمس، على استاد لوسيل ضمن منافسات المجموعة الثالثة للمونديال.

وسجل صالح الشهري وسالم الدوسري هدفَي السعودية في الدقيقتين 48 و53، بعد أن منح ليونيل ميسي التقدم للأرجنتين من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة أمام 88 ألف متفرج.

ومنعت السعودية الأرجنتين من معادلة الرقم القياسي في عدد المباريات من دون خسارة، حيث توقف رصيد «البيسيلستي» عند 36 مباراة.

5 دقائق تاريخية

بدأ المدرب الفرنسي هيرفيه رونار المباراة بالتشكيلة ذاتها التي خسرت المباراة الودية الأخيرة أمام كرواتيا في الرياض الأربعاء الماضي، بقيادة القائد المخضرم سلمان الفرج والجناح سالم الدوسري.

ولم تمض دقيقتان حتى مرر الجناح انخل دي ماريا كرة عرضية داخل المنطقة وصلت الى ميسي غير المراقب، ليسدد كرة زاحفة تصدّى لها الحارس محمد العويس ببراعة (2).

ثم احتسب الحكم ركلة جزاء إثر مخالفة على لياندرو باريديس من قبل سعود عبدالحميد داخل المنطقة، فانبرى لها ميسي بنجاح (10).

بات ميسي أول لاعب أرجنتيني يسجل في 4 نسخ من كأس العالم (2006 و2014 و2018 و2022). والهدف هو السابع له في 20 مباراة خاضها (إضافة الى 5 تمريرات حاسمة) النهائيات، فبات على بُعد 3 أهداف من رقم مواطنه غابريال باتيستوتا القياسي في النهائيات.

وسجل ميسي هدفا آخر إثر انفراده بالحارس السعودي، لكنه كان متسللا (22).

وظن المنتخب الأرجنتيني انه عزز تقدّمه عندما كسر مهاجم إنتر الإيطالي لاوتارو مارتينيس مصيدة التسلل، وغمز الكرة من فوق العويس داخل الشباك، لكن الهدف ألغي بعد اللجوء الى تقنية الفيديو المساعد (27).

وتكرر السيناريو ذاته مع مارتينيس الذي راوغ العويس بحركة فنية رائعة، لكنه كان متسللا (30).

وأصيب قائد المنتخب السعودي المخضرم، سلمان الفرج، في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، وحلّ بدلا منه نواف العابد.

وجه مغاير للأخضر

ودخل المنتخب السعودي الشوط الثاني بوجه مغاير تماما، حيث تخلّى عن حذره تماما وضغط على مرمى الأرجنتيني بلا هوادة، وكان الطرف الأفضل حتى نهاية المباراة.

ونجح صالح الشهري في إدراك التعادل للسعودية، عندما تلقى كرة أمامية من فراس البريكان، فتوغل داخل المنطقة وسدد بيسراه زاحفة رغم تدخّل كريستيان روميرو في الزاوية البعيدة لمرمى ايميليانو مارتينيس (48).

ولم يكد المنتخب الأرجنتيني يستفيق من صدمة الهدف الأول، حتى سجل الدوسري هدفا ولا أروع، عندما قام بحركة فنية رائعة تخطى فيها مدافعا أرجنتينا ثم آخر، قبل أن يطلقها صاروخية في الزاوية العليا، وسط فرحة سعودية لا تُوصف في المدرجات.

وأنقذ العويس مرماه من هدف أكيد لنيكولاس تاليافيكو، عندما أظهر رد فعل قوي ليبعد تسديدته من مسافة قريبة الى ركنية (63).

وأشرك مدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي خوليان الفاريس لتفعيل الجبهة الهجومية، وسدد ميسي كرة رأسية ضعيفة بين يدي العويس (84).

رينارد: يوم تاريخي للمملكة

أشاد مدرب منتخب السعودية لكرة القدم، هيرفي رينارد، بالانتصار التاريخي على الأرجنتين 2 - 1 في مستهل مشوار الفريقين بمونديال قطر 2022، مهنئا لاعبيه على هذا الإنجاز.

.
مدرب منتخب السعودية لكرة القدم، هيرفي رينارد


.
وقال رينارد عقب المباراة: «أود تهنئة اللاعبين على هذا الأداء الرائع. أنا أشيد بهم منذ ثلاثة أعوام. قررت المجيء إلى هذا البلد ومنذ هذا الوقت حظيت بكل الدعم، حتى في الوقت الذي كنا نزور فيه الأمير لم يمارس علينا أي ضغط، فعندما يكون الضغط زائدا على الحد فالأمور لا تسير بالشكل المأمول».

وعن الأرجنتين، قال «الأرجنتين لا تزال منتخبا رائعا خاضت 36 مباراة متتالية دون هزيمة، هم أبطال أمم أميركا الجنوبية ويمتلكون لاعبا رائعا لكن في كرة القدم أحيانا تحدث أمور غير متوقعة».

وحول المباراة، قال «لم نكن جيدين في الشوط الأول، لقد تصدى حارسنا لفرصة خطيرة في الدقيقة الأولى وبعدها أتيحت لهم العديد من الفرص لتسجيل الهدف. اعتقد أنهم إذا كانوا سجلوا هدفا ثانيا لانتهت أمورنا، ولهذا لم أكن سعيدا في الاستراحة. لم يكن بإمكاننا اللعب كما فعلنا في الشوط الأول، نحن سعداء لكن لدينا مباراتين أخريين قادمتين».

واعتبر مدرب السعودية أن احتفال اللاعبين بالانتصار منطقي «لكن لاتزال تتبقى مباراتان، كل شيء يمكن أن يحدث في كرة القدم. نجحنا اليوم وهو يوم تاريخي للبلاد لكن لاتزال هناك مباراتان».

العويس أفضل لاعب بالمباراة

قال حارس مرمى منتخب السعودية، محمد العويس، الذي اختير أفضل لاعب في مباراة منتخب بلاده ضد الأرجنتين والتي انتهت بفوز «الأخضر» 2 - 1 في مستهل مشوار الفريقين بمونديال كأس العالم في قطر 2022، إن فريقه يأمل مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية.

.
العويس لحظة اصطدامه بزميله الشهراني


.
وصرح العويس عقب المباراة «أنا سعيد بهذه النتيجة التي حققناها أمام منتخب قوي جداً في مجموعتنا. استعددنا بشكل جيد للمباراة ونأمل تحقيق نتائج أفضل».

وأضاف الحارس الذي تصدى للعديد من الفرص الخطيرة لأبطال أميركا الجنوبية والمتوجين بلقب كأس العالم مرتين من قبل، أن «الانتصار جاء بفضل الله، فبفضله نجحنا في اللعب بشكل إيجابي».

وتابع «شعرت أننا نقوم بالأمور بشكل جيد ولم نخش تحقيق الفوز رغم إصرار الأرجنتين» على التعادل.

ميسي: خسارة مؤلمة وقاسية

اعترف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بأن الخسارة التي تلقاها منتخب بلاده أمام نظيره السعودي، تشكل «ضربة قاسية» و«هزيمة مؤلمة» وفق تصريحاته في المنطقة المختلطة لاستاد لوسيل.

.
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي


.
واعتقد ابن الـ 35 عاماً أنه وضع بلاده على المسار الصحيح لنيل النقاط الثلاث في مستهل مشوارها في المجموعة الثالثة بتسجيله هدف التقدم من ركلة جزاء، لكن صالح الشهري وسالم الدوسري قلبا الطاولة في مستهل الشوط الثاني، ومنحا بلادهما فوزاً تاريخياً.

وأشار إلى أن «الهدف الذي سُجِل سريعاً (في بداية الشوط الثاني)، ألقى بظلاله السلبية علينا، كنا نعلم أن هناك إمكانية ألا نلعب بأفضل طريقة في المباراة الأولى. لم نجد وتيرتنا في اللعب، أسلوب العمل الذي أظهرنا لفترة طويلة».

وتابع «ومع مرور الدقائق والنتيجة ضدنا، باتت الأمور أكثر صعوبة». وفي رده على سؤاله حول شعور الفريق الأرجنتيني بعد المباراة، أجاب ميسي بـ «محبط»، مكرراً «إنها ضربة قاسية جداً. لم نعتقد أننا سنبدأ على هذا النحو. اعتقدنا أننا سنبدأ بشكل جيد، بثلاث نقاط، كما قلنا قبل المباراة».

سكالوني: هزيمة يصعب تقبلها

اعتبر مدرب منتخب الأرجنتين، ليونيل سكالوني، أن الخسارة (1-2) في مستهل مشوارهما، «هزيمة يصعب تقبلها».

وصرح سكالوني، عقب المباراة، بأن «الهزيمة رغم أنه يصعب تقبلها لكنها لا تغير شيئا من الوضع، علينا الفوز في المباراتين التاليتين» أمام المكسيك وبولندا.

وأضاف: «يصعب تقبل ما حدث، هذا يوم حزين لكن علينا أن نرفع رأسنا ونواصل المسيرة».

وتابع: «في الشوط الأول كانت الأمور كلها تصب في صالحنا، لو تم احتساب إحدى الكرات التي سجلنا منها لكنها جاءت تسللا لتغيرت المباراة، ما حدث كان غريبا، فهدف قد يغير كل شيء، سجلوا فينا هدفا وجاء التالي خلفه مباشرة. نحن متألمون ونفكر في النتيجة وفي ضرورة تغيير الوضع. علينا الفوز بالمباراتين القادمتين وهذا ما سنفكر من أجله».

وأضاف: «كنا نلعب بشكل جيد، وجئنا إلى هنا أفضل من أي وقت مضى، لكن في هذه البطولات لا يوجد وقت لارتكاب الأخطاء. علينا أن نرفع رؤوسنا مجددا»، مؤكدا «حتى لو كنا فزنا، كنا سنفكر مباشرة في مباراة المكسيك القادمة»، مشيدا بالأداء الجيد الذي قدمته السعودية، «احترمناهم منذ الدقيقة الأولى». وأردف: «كنا نعلم طريقة لعب السعودية، وأعددنا أنفسنا جيدا للمباراة. يلعبون بدفاع متقدم ولاحت لنا العديد من الفرص للتسجيل، لكن كان يتم احتساب التسلل بمليمترات قليلة، لكن هذه هي التكنولوجيا، نعلم ما ينبغي علينا فعله».