تطوّر متسارع للتكنولوجيا التخريبية، وتصاعد متواصل للحروب والتهديدات النووية، وسط تغيّرات مناخية غير مسبوقة بكوكب الأرض، عوامل تجعل البشرية أقرب إلى «نهاية العالم» أكثر من أي وقت مضى، بينما يوضح مختصون حقيقة تلك التهديدات وأثرها على «الوجود البشري».

والثلاثاء، حرّك علماء الذرة عقارب «ساعة يوم القيامة» الرمزية لتصبح عند 90 ثانية فقط قبل منتصف الليل الذي يعني وصولها إليه «نشوب حرب نووية تُفني البشرية».

وصممت منظمة غير ربحية مقرها شيكاغو وهي «Bulletin of the Atomic Scientists»، هذه الساعة عام 1947 خلال الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية لتحذير الناس من مدى اقتراب البشرية من تدمير العالم.

Ad


وتحتضن جامعة شيكاغو الأميركية الساعة في إحدى ردهاتها، ويُمكن لعقاربها أن تسير قدماً أو إلى الوراء وفقاً لتدهور الوضع الإنساني أو تحسنه، ففي عام 1991، ومع نهاية الحرب الباردة، فصلت 17 دقيقة منتصف الليل، وظلت بذاك الشكل حتى عام 1995.

وتُشير المنظمة عبر موقعها إلى أن «ساعة القيامة» تخضع للتعديل كل عام بالتشاور مع الخبراء في مجلس الإدارة التابع للمنظمة، والمتخصص في مجال الأمن والعلوم، بالإضافة إلى مباحثات مع مجموعة من الباحثين والعلماء، من ضمنهم 13 حائزاً على جائزة نوبل.

وتُضيف المنظمة أن الساعة «أصبحت مؤشراً معروفاً حول العالم على هشاشة العالم تجاه أي كارثة ناجمة عن الأسلحة النووية والتغير المناخي والتكنولوجيات المدمرة في القطاعات الأخرى».

وانتقد البعض «ساعة يوم القيامة»، باعتبارها تُثير الخوف أو شككوا في فائدتها، وفي مقال نشره موقع «Theconversation»، عام 2015، حذّر الباحث بجامعة أكسفورد، أندريه ساندبيرغ، من استخدام «ساعة القيامة» للتنبؤ بأحداث المستقبل، مشيراً إلى أنها تُقاس بـ «قوة شعور الإلحاح» من قبل المشرفين عليها.

ويتفق مع هذا الطرح، الخبير الاستراتيجي، اللواء السيد الجابري، الذي يرى في «ساعة القيامة»، مجرد افتراضات ونظريات «وليس حقيقة علمية ثابتة».

وفي حديثه لموقع «الحرة»، يستعبد الخبير الاستراتيجي سيناريو «نشوب حرب نووية تدمر العالم»، بعد تطوير «قوة التفجير النووي للقنابل الاندماجية والانشطارية».

وعلى مدى نحو ثمانين عاماً، لم تحصل سوى تسع دول على السلاح النووي، وهي «الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية»، وفق «فرانس برس».

وبعد «تطوير قوة التفجير النووي»، فإذا هاجمت دولة نووية أخرى فقد تكون معرضة لمخاطر مماثلة، وبالتالي فتلك الأسلحة تستخدم لـ«الردع» فقط، حسبما يوضح الخبير الاستراتيجي.

ويُشير إلى أن «الأسلحة النووية التكتيكية» لا تؤدي لدمار كوكب الأرض، كما هو الحال لأسلحة الدمار الشامل ذات القوة التفجيرية المتطورة الهائلة.

وعن مخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي، يقول الجابري إن «الأنظمة الذكية المتطورة تستخدم البيانات التي يدخلها المبرمجون البشر».

وبالتالي فلا يستطيع الذكاء الاصطناعي «التصرف من تلقاء نفسه حتى الآن»، وفق الخبير الاستراتيجي.